قال الشيخ العدواني: بعد أن أقامت طرود في النازية نحو العشرين سنة ومات كبيرهم هناك وأوصاهم بوصايا كثيرة منها: أكرموا موتاكم فإنكم إن أهنتموهم تهانوا وإذا أردتم البقاء في سوف فانزلوا قرب تكسبت فذلك محل بلادكم إلى الأبد، وإذا أصابتكم نائبة فاستشيروا العقلاء الكبار منكم ثم إذا أشاروا عليكم فلا تخالفوهم فإنكم إن خالفتموهم بعد ذلك تهلكوا.
قال الشاعر:
لا تستشر غير ندب حازم فطن … قد استوت منه أسرار وإعلان
فللتدابير فرسان إذا ركبوا … فيها ابروا كما الحرب فرسان
وقال حسان بن ثابت الأنصاري رئيس الشعراء (شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم -):
إذا كنت في حاجة مرسلا … فأرسل لبيبا ولا توصه
وإن باب أمر عليك التوى … فشاور حكيما ولا تعصه
ونص الحديث إلى أهله … فإن الأمانة في نصه
ثم قال كبير طرود في وصيته: ولا تختلفوا في شيء فإن العدو يدخلكم من جهة الاختلاف ويضركم، وأحسنوا لبني عدوان ليكونوا لكم عونا على من تعادونه (١)، وإذا نزلتم بالغدران فلتكن كل قبيلة منكم حول غدير، ولا تضيقوا على بعضكم في المنازل والماء وإن نضب عليكم ماء الغدران فاحتفروا في الثماد بطريق مجرى الوادي فإن الماء فيه قريب وقد يكون عذبا، وإذا لم تجدوا ذاك فاجعلوا الآبار في جميع المواضع التي تحتاجونها زمن الرحلة أو الإقامة.
(١) قلت: لربما هو يعرف أن عدوان هم أقرب نسبًا لطرود بن فهم، فكلاهما أي فهم وعدوان ابني عمرو بن قيس عيلان وهما في ذلك مثل سُلَيْم وهوازن.