وجدت في جسمه شيئا أصغر من رأسه فوضعت إبهامي في صدغيه وأصابعي الأخرى في أصل أذنيه ثم غمزته غمزة صاح منها قائلا قتلني، قتلني: فقال الأمير اغمس رأس العبد في التراب، فقلت لك: لك علي ذلك، ثم غمست رأسه في التراب فوقع شبيها بالمغشي عليه، فضحك الأمير حتى استلقى، ثم أمر لي بجائزة وكسوة وانصرفت.
ب - وكان قمير بن سعد مشرفا على جمع الصدقات من البكريين، فوجد منهم رجلا سرق صدقته فأخذه ليحبسه فحال قوم السارق بينهما -وكان هلال حاضرا فلما رأى ذلك وثب على البكريين فجعل الرجلين منهم فيضمهما ويناطح بين رأسيهما فانتهى إلى (قمير) وأعوانه فقهروا البكريين.
ج - وتحدث رجل من مازن عمرو بن تميم فقال: كنت يوما مع هلال فدفعنا إلى قوم من بكر وقد تعبنا وعطشنا وإذا نحن بفتية قد وردت إبلهم فلما رأوا هلالا استهولوا خلقه وقامته فاقترح أحدهم عليه أن يتصارعا فاعتذر بجوعه وأنه ضيف عندهم وخير من هذا أن تعدوا لي أشد فحل في إبلكم وأهيبه صولة وإلى رجل منكم أطوله ذراعا فإن لم أقبض على هامة البعير وعلى يد صاحبكم فلا يمتنع الرجل والبعير حتى أدخل يد الرجل في فم البعير. فإن لم أفعل ذلك فقد صرعتموني دمان فعلت علمتم أن صراع أحدكم أيسر من ذلك فعجبوا من مقالته وأومأ إلى فحل هائج صائل من إبلهم فأتاه هلال ومعه نفر من أولئك القوم وشيخ لهم فأخذ بهامة الفحل مما فوق مشفره فضغطها ضغطة شديدة جرجر الفحل منها، واستخذى ورغى ثم قال: ليعطني من أحببتم يده أولجها في فم هذا الفحل، فقال الشيخ: يا قوم تنكبوا هذا الشيطان. فوالله ما سمعت الفحل جرجر منذ دخل في سنته التاسعة قبل اليوم فلا تعرضوا لهذا الشيطان، وجعلوا يعجبون وينظرون إلى خطوه ويعجبون من طول أعضائه حتى جازهم.
[شعره]
حسب هلال تلك الغرائب التي هي أشبه بالأقاصيص، وإن كان هناك ما يثير العجب بعدما قدمنا فهو أن يكون مثله شاعرا .. لأن الشعر خيال ورقة شعور