للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرن الهجري العاشر، وربما كانت إناطة ذلك الدرك بهم قبل القرن المذكور؛ لأن المؤلف يقول لنا: إن الدرك كان قديمًا مقسمًا بين جماعات من الأعراب منهم بنو سُلَيْم، وتحديد معالم هذا الدَّرك يدل على أنه أو بعضه على التعبير الأدق داخل في ديار بني سُلَيْم، ولذلك عُهِدَ إليهم - قديمًا - بحراسته.

وهناك أيضًا محمد بن حمدون المرداسي السُّلَمي، أحد علماء مدينة فاس بالمغرب الأقصى، وهو من أهل القرن الهجري الثالث عشر.

كما أن الأمير شكيب أرسلان، وهو العليم بأحوال البلاد الإسلامية وسكانها - أفادنا بأن (في عربان مصر كثيرًا من بني سُلَيْم بن منصور، وبأن مشايخ الأحامدة الذين هم من مشايخ حرب في الحجاز يقال إنهم من سُلَيْم، وإن جدهم العباسُ بن مرداس السُّلَمي. كما أنبأنا بأن أكثر عرب برقة والجبل الأخضر من بني سُلَيْم بن منصور، وهم الذين ابتلاهم الله بالطليان في هذا العصر ولم يزالوا يجاهدون عن دينهم ووطنهم منذ عشرين سنة) (١).

[صعود فهبوط، ثم بداية صعود]

بدأ عصر الصعود الاجتماعي لبني سُلَيْم، في أواخر الجاهلية الثانية القريبة من الإسلام، واستمر صعودهم الاجتماعي في صدر الإسلام، إلى الثلث الثاني من القرن الهجري الأول، ثم أصابتهم نكسة خطيرة في معركة مرج راهط سنة ٦٤ أو ٦٥ هـ بدمشق الشام، ثم استعادوا مكانتهم بعض الشيء، فرأينا منهم الولاة والأمراء، في عهد الدولة الأموية في إفريقية وغيرها، وأخذ الخليفة هشام بن عبد الملك الأموي بِضبْعهم، فرحَّل الكثير من أُسرهم من ديارهم الأصلية المستكنة في إطار حِرارهم وجبالهم وأوديتهم المنعزلة - رَحلَّهم منها بموافقتهم إلى القطر


(١) الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف، ص ٢٧٤، طبع مطبعة المنار، سنة ١٣٥٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>