العراق الغنية بمياهها ومراعيها، واستمرت الحياة تسير بوتيرتها العادية حتى أوائل القرن العشرين حين بدأت المصادمات بين قبائل الكرك والقوات العثمانية.
[دور المواجدة في ثورات الكرك عامي ١٩١٠ و ١٩١١ م]
بعد حملة القوات العثمانية على حوران في سوريا وبطشهم الرهيب بالثائرين هناك، ظنت السلطات العثمانية أن ما جرى في حوران سيُطبَّق في الكرك، فتحركت الحملة من سوريا (حوران) إلى الأردن (الكرك) لتأديب القبائل الثائرة ضد العثمانيين والتى ترفض أن يتحكم في أمورها أحد.
وكان العثمانيون قد أصدروا قبل ذلك قانون إحصاء النفوس وجمع السلاح من قبائل الكرك، فثارت ثائرة القبائل الكركية التي تُقدِّس السلاح وتَعد امتلاكه من أشد الأولويات، إضافة لذلك سرت الشائعات بأن قانون النفوس العثماني ما هو إلا مقدمة لتجنيد أبناء القبائل للقتال مع العثمانيين في جبهات البلقان، وتدارست القبائل الأمر واتفقت على الثورة.
قبل ذلك وفيما يخص منطقة العراق التي هي جزء مهم من محافظة الكرك، حدثت مصادمات مبكرة بين عشائر المواجدة والعثمانيين وهي كالتالي.
في عام ١٩٠٧ م بدأ العثمانيون ببناء قلعة في منطقة العراق سمَّتْها دار الحكومة وضعت فيها حامية من الجنود عددهم حوالي المئة.
ثم في عام ١٩٠٩ م حدثت اشتباكات بين عشائر المواجدة والقوات العثمانية المتمركزة في العراق إثر منع العثمانيين الورود على عين ماء "ترعين"، وقد قُتل في هذه الاشتباكات الشيخ الفارس محمد بن سليمان المواجدة.
وفي عام ١٩١٠ م بعد اتفاق شيوخ القبائل في الكرك على الثورة، قسَّموا الأدوار بين عشائرهم كلٌّ حسب منطقته، فكانت القسمة الكبيرة من نصيب قبيلة المواجدة، نظرًا لأن بلدة العراق هي مركز الناحية الثاني بعد سنجق الكرك، إضافة لتمركز قوات عثمانية في المنطقة.
وفي ٢١ من نوفمبر ١٩١٠ م يوم الإثنين، شنَّت فرسان المواجدة هجومًا صاعقًا على دار الحكومة في بلدة العراق وتمكنت من احتلاله وقتل من فيه من العثمانيين جنودًا وموظفين، وقُتل من المواجدة ١٤ شخصًا.