البحيرة، وكانت تعامل قبيلتي الجوابيص والجميعات معالمة سيئة، حيث إن الأخيرة كانت تشارك الهنادي في السكن بالبحيرة، وعندما وصل أولاد علي إلى الصحراء الغربية والبحيرة استقبلهم الجميعات استقبالًا كبيرًا لما أن الجميعات لهم علاقة صهر قديمة معهم، وقد اتفق أولاد علي والجميعات على محاربة الهنادي، ولما شعر كبار الهنادي بتقارب القبيلتين وبما يُدبَّر لهم في الخفاء أرسلوا في طلب كبير الجمعيات وقتئذ وكان يُدعى البقوشي وكاشفوه في هذا الأمر، ولكن البقوشي أقسم لهم بأن الجميعات مخلصين للهنادي ولا يُضمرون أي غدر أو عداء وأن مالهم ورجالهم ملك للهنادي، ولكن هذا القسُم كان خدعة من البقوشي الذي كان يستعد للحرب والقتال بمساعدة أولاد علي وبتأييد من طوسون باشا، وفعلًا دارت حروب دامية وطاحنة انتصر فيها الحليفان على الهنادي بعد مفاجأتهم بالهجوم بدون سابق إنذار، فلجأ الهنادي إلى الشرقية ونزحوا من البحيرة والصحراء الغربية لمصر ككل وتوطن أولاد علي مكانهم بجوار الجميعات.
[الهنادي في الشام]
الهنادي في سوريا والأردن الآن هم بقايا للسرية التي قامت بمساعدة جيش محمد علي، القادم من مصر لفتح بلاد الشام وضمها إلى الدولة المصرية وسلخها عن الدولة العثمانية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وكان فرسان الهنادي الشجعان مع إبراهيم باشا ابن محمد علي والي مصر، وقد تكونت عائلة كبيرة من هؤلاء الذين فضلوا التوطُّن في سوريا والأردن، وكان قائد السرية كما أسلفنا يُسمى سليمان الشافعي ومن الهنادي فرقة في الأردن على رأسهم سعادة سالم باشا الهنداوي الذي يعد في طليعة عيون رعماء العرب في المملكة الأردنية الهاشمية، وقال وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام: إن من الهنادي فرقة كبيرة تقطن سوريا ومساكنهم في نواحي حلب وإن هؤلاء كانوا من ضمن الفرسان البدو الذين تطوعوا مع إبراهيم باشا المصري في عام ١٨٣٢ م - ١٢٤٨ هـ والذي ضم الشام للدولة المصرية، وأضاف أن الهنادي يتواجدون في قرى كثيرة لقضاء العرب وقضاء المعرة وعدد بيوتهم ٤٠٠ بيت.