وطمرةٍ مَرَطى الجراء كأنها … سيدٌ بمقفرةٍ وسهب أفيح
إن تقتلوا مائة به فدنيَّةٌ … بأبي أزيهر من رجال الأبطح (١)
[ومن أيام غامد]
لا نجد فيما بين أيدينا من المصادر المطبوعة الكثير عن أيام قبيلة غامد في الجاهلية، وكل ما بين أيدينا نتف لا تروي غلة الصادي.
ومن أمثلة ذلك، ما أورده أبو علي الهجري في نوادره حيث قال:
وأنشدني السروي أحد بني غواية شنوي، لبعض غامد في قتل عبد اللَّه بن أبي النعيم اللهبي أحد بني رهم -والنسبة إليه غواوي ولا نظير له، وإلى بني حية حوويّ، وإلى حيّ بني سليم حيوي، وإلى بني فُتَيَة من بني سليم فتوي، وإلى الصُّبي من بني كلاب صبوي-
نزعنا قلب لهبٍ من حشاها … وألقينا الجحافل والبطونا
قتلنا يوم ذي غلف فتاهم … وسيّدهم وأصبحهم جبينا
وأوردهم بنصل السيف صلتًا … وأعجلهم قرى للطارقينا
وكان هو المحارب إذ دعاهم … وكان أبوه عرْقَهُمُ السمينا
تركناهيم كتاب أفرقتها … ولم تعجل شفارُ الجازرينا
مخوّية على الثفنات منها … سناسنها عَوَارٍ قد بُرينا
فأجابه اللهبي:
صدقتم -والإله- لقد قتلتم … أخانا، أو أخاكم ظالمينا
فلا وترًا بذلكمُ نقضتم … ولا ذهب العشيرةُ سالمينا
وربّ محمد وإله موسى … لتعترفنَّنا فيه يقينا
وكم من مثلكم وأشدّ حربًا … تركناه وقد قرع اللجينا
نُضمّن ديننا قومًا كرامًا … إذا عزَّ القضاءُ بهم قضينا
ولما أدركوا بثأرهم بابن النعيم اللهبي قال شاعر لهبٍ، وأصابت لِهبُ ابن مسروح الغامديَّ:
(١) ديوان حسان - ٤٥ ط بيروت وانظر "معجم ما استعجم" ص ١٣١٢.