للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وريث (١) غير أخته زوجة الخواجة قسطندي عنصرة، فاستولت على الكرم. فلما عَلِم النفيعات في الشرقية بموته، قاموا يطالبون بالكرم مع أنهم تركوا سيناء، إلا أن الصلة لم تنقطع لوجود السواعدة النفيعات بها وأملاك القبيلة هناك، فرفع العناصرة الأمر للداخلية المصرية، ولما رأى النفيعات أن الداخلية لا تنصر العناصرة سألوا عن خفراء العناصرة من البدو فوجدوا أن خفراءهم أولاد سعيد، فأغار النفيعات على إبل أولاد سعيد وأخذوا منهم جملين بطريق الوثاقة (٢)، وقالوا لهم: إنكم خفراء العناصرة فأنتم مسئولون لنا عن حقنا منهم، ثم دخل الشيخ موسى أبو نصير القراشي شيخ مشايخ الطوّرة وقتئذ في الصلح، فأعطى النفيعات عشرون جنيهًا مصريا فوق البعيرين وأعاد لهم حقهم وحسم النزاع (٣).

ولا يزال للنفيعات إلى اليوم أملاك في أودية فيران والنصب وبعبعة من بلاد الطور، وفي برقطية من بلاد العريش يشرف عليها السواعدة وحلفاؤهم العليقات.

النفيعات وحرب الصوالحة مع العليقات (٤)

عندما رحلت قبيلة النفيعات إلى بادية الشرقية حلّ محلهم حلفاؤهم العليقات في قسمة منافع البلاد من خفر الدير ونقل الحجاج، مما أثار غضب الصوالحة؛ لذلك اختلفوا مع العليقات على القسمة واقتتلوا في موقعة عظيمة في وادي الحمّام قرب مدينة الطور.

وفي تفاصيل ذلك أن الصوالحة هاجموا العليقات ليلًا وهم نائمون على شاطئ البحر ينتظرون "الفيد" الذي يلفظه البحر، ولم ينج من العليقات في تلك الليلة سوى أربعين رجلًا، وكانت كلمة سر الليل عند الصوالحة "إدهك ياداهوك" فكانوا يرددونها بصوت عالٍ ليتعارفوا بها في الظلام، فمن يرددها علموا أنه عدو وقتلوه. فضعفت العليقات وعجزوا عن حفظ مركزهم مع الصوالحة، وفي هذه الأثناء هاجر جماعة من مُزَيْنة وهم أصلًا قبيلة من حرب بالحجاز (٥) وأرادوا التوطن في سيناء مع الصوالحة، فضرب الصوالحة عليهم جعلًا قدره نصفان من


(١) في شريعة البدو آنذاك أن المالك إذا توفي ولم يكن له أحد؛ وريثه يكون حارسه.
(٢) الوثاقة هي رهائن من الإبل تؤخذ خلة للحصول على حق ممطول - انظر تاريخ سيناء ص ٤٠٧.
(٣) المصدر السابق ص ٤١٣.
(٤) نقلًا عن نعوم شقير في تاريخ سيناء ص ١١٠، وأحمد لطفي السيد في قبائل العرب في مصر.
(٥) مُزينة: الصحيح أنها قبيلة مضَرية عدنانية قديمة الحلف مع حرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>