من صفات العرب في جاهليتهم وإسلامهم إكرام الضيف، وللضيف حقوق وواجبات يطول شرحها، وكان الضيف قديما عند عنزة لا يقلط معه أحد خشية أن يكون أحد الرجال شبعان، بينما الضيف جائع فيقوم ويحرج الضيف، وأيضا يطفي المضيف النار لكي لا يستحي الضيف، وكذلك من التقاليد القديمة أن يكون الطعام المقدم للضيف كثيرًا جدًّا لكي لا يشعر الضيف أنه قليل فيحجم عن الشبع خشية أن ينقص الطعام، كذلك من عادة المضيف أن يأكل لقمة من الطعام قبل أن يتقدم الضيف، ولا أعلم لهذا تفسيرًا سوى أنه تحاشى الشك من أن يكون طعم هذا الطعام مالحا جدًّا أو باهتًا، أو خشية أن يكون قد أصاب الضيف شيء على أثر ذلك فهو كشاهد على أن الطعام خالي من جميع الشوائب.
وعند مغادرة الضيف لعرب المضيف إذا كان أجنبيًّا فهو في حماية المضيف طيلة ثلاثة أيام بعد المغادرة.
قال الشاعر محمد الدسم من قصيدة طويلة:
الضيف ضيف الله وصى به حبيبه … استقبل ضيفك في تهلي وترحيب
قدم له الميسور وماهان جيبه … واحلف ورا الميسور دين المعازيب
وقال بركات الشريف:
الضيف لا تلقّيه مقرن علابيك … خله صديق لك مود إلى جاك