للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم مضارب بن عبيد اللَّه، كان يخلف صاحب الشرطة.

ومنهم عطية بن عمار، كانت ابنته أم عَبَّاد عند عَديِّ بن أَرْطَاةَ،

ومن بني فَرَّاصٍ المُثَلَّم، دسَّت إليه الخوارج فقتلوه، فقال أبو الأسود:

آلَيْتُ لا أَمْشِي إِلَى رَبِّ لَقْحَةٍ … أُسَاوِمُهُ حَتَّى يَؤُوبَ المُثَلَّمُ

وقَالَ لَهُ: حَمْرَاءُ كَوْمَاءُ جَلْدَةٌ … وَقَاربَهُ فِي السَّوْمِ، والغَدْرَ يَكْتُمُ

ومنهم عبد الملك بن جُمانة، كان شاعرًا وهو القائل لقتيبة:

أَمْ كَيْفَ يَرْجُوكَ البَعِيد … وَقَدْ أَضَعْتَ لَهُ قَرِيبَكْ؟!

انتهى. وستأتي ترجمة ابن جمانة -مع الشعراء-.

هذا مجمل ما ذكره متقدمو علماء النسب عن تفريع بطون هذه القبيلة، وعن أصولها حين كانت ذات كيان متميز، تجمعها رابطة النسب، وكان ذلك في عهود سابقة لظهور الإسلام، وقد طرأ عليها ما طرأ على غيرها من القبائل من تفرق فروعها تفرقًا نشأ عنه انحلال أقوى الروابط الاجتماعية وهو النسب، بعد أن تناءت المنازل بين الفروع، وحدث اندماج منها واختلاط في القبائل المجاورة وغيرها، كالحال بالنسبة لجميع القبائل العربية.

[انحلال الرابطة القبلية بالتحالف ثم في التفرق في المنازل]

من المعروف أن أية قبيلة كانت بعد أن تبلغ درجة من القوة، يدركها الضعف، فيحدث فيها التفرق، وهكذا شأن قبيلة باهلة، كما يستدل على وجود فروع من هذه القبيلة فارقوا قومهم، ونزلوا بلادًا بعيدة عن بلادهم، ومنهم بنو وائل الذين جاء الإسلام وهم مستقرون في بيشة.

ولا شك أن ما يحدث بين فروع القبيلة من عداوة يسبب تفرقها، كما أن محاربتها لقبيلة أقوى منها تحدث لها من الضعف ما يضطر فروعًا منها إلى الالتجاء إلى من يؤويهم من فروع القبائل القوية، ومن أمثلة ذلك ما أورده

<<  <  ج: ص:  >  >>