للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطة لا تعزز حقوقنا ومصالحنا" (١) ووقف عند هذه النطقة فهتف الجميع: "توكلنا على الله، إلى الحجاز".

وهكذا يتضح بأن أهم نتاتج المؤتمر كان اتخاذ قرار الحرب علي الحجاز، والاستعداد للحرب. وفي الشهر الأول من عام ١٣٤٣ هـ الموافق لشهر آب ١٩٢٤ م تم تجهيز ثلاثة جيوش، توجه أحدها إلى الحدود العراقية، والثاني إلي الحدود مع شرق الأردن، والثالث توجه إلى الحدود مع الحجاز. ولكن السلطان عبد العزيز -لغرض حربي- أمر بغزو الشرق العربي "الأردن" قبل الزحف على الحجاز. ومشى الإخوان من أطراف وادي السرحان وعددهم ألفان إلى ثلاثة آلاف ووصلوا إلى القسطل وكادوا أن يصلوا إلى العاصمة عمان، لولا تدخل الطائرات والمدرعات الإنجليزية (٢) التي أبادت قرابة أربعمائة من الطرفين ولولا القوة التي كان يقودها الإنجليزي لاكتسح النجديون الشرق العربي "الأردن" ورفعوا فوق عمان علم ابن سعود. وهكذا بدأت الظروف تتغير في منطقة قبيلة بني عطية وبدأت القوات السعودية تقترب من هذه المنطقة.

[القضاء على حامية الشريف في تبوك]

بينما كان الملك عبد العزيز يحاصر جدة عام ١٣٤٣ هـ، أرسل في شهر ذو القعدة من نفس العام عدة سرايا لحصار المدينة المنورة بقيادة صالح العذل الذي كان يعسكر في الحناكية، والتحق به لواء قادم من حائل بقيادة إبراهيم النشمي، ورابط هو الآخر حول المدينة المنورة ولم يؤمر بدخولها. وقد أكمل الإخوان الحصار بالمرابطة حول المدينة المنورة في الوجه، وينبع، وينبع النخل، والعوالي، والحناكية.

وبعد انقضاء حج عام ١٣٤٣ هـ، وبالرغم من أن المدينة المنورة كانت محاصرة إلا أن الحصار لم يكن شديدًا، إذ وصلت إليها أسلحة وأطعمة من شرق الأردن


(١) سعود بن هذلول: تاريخ ملوك آل سعود، مطابع المدينة، الرياض، ١٩٨٢ م، الطبعة الثانية، الجزء الأول، ص ٣٢٩.
(٢) أمين الريحاني: مصدر سبق ذكره، ص ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>