والشريف حسين في العقبة، وكان لذلك أثرها في تشجيع حاميتها علي الخروج ومهاجمة المحاصرين؛ لذا فقد أرسل أمير حائل عبد العزيز بن مساعد إلى الشيخ كريم أحد رجاله ويدعى مناور العتيبي وهو يحمل رسالة للشيخ تتضمن رغبة ابن مساعد في القضاء على حامية تبوك لمنع وصول الإمدادات القادمة من الأردن، وقد كان الشيخ في انتظار هذه اللحظة للوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه للملك على المبايعة بالرياض، والانتقام من قائد الحامية عواد الجهني.
وعلى إثر ذلك، قام الشيخ كريم بتجهيز حشود كبيرة من قبيلة بني عطية واتجه بها إلى تبوك، وكانت الحامية قد تحصنت في الهضيبة التي تبعد عن قلعة تبوك ومحطة القطار ما يقارب ٢ كيلًا جنوبًا، وهي هضبة مرتفعة ومعزولة وتحيط بها السهول من كل جانب مما يجعلها موقعًا حيويًا في الدفاع عن تبوك. وقد نصب قائد الحامية الأسلحة الثقيلة المتوفرة لديه من مدافع ورشاشات في موقع دفاعي على الهضيبة وأنشأ بعض التحصينات كالطوابي وحفر الأفراد.
وعندما وصل الشيخ وقوته إلى مورد أبا العجيجات (١) جنوب غرب الهضيبة نزل عليه ووضع خطة الهجوم على الحامية واحتلال البلدة. وقد خصص مجموعة من الرماة لمناوشة القوة المدافعة لمشاغلتهم، وتولى بنفسه قيادة كوكبة من فرسان القبيلة لمهاجمة الموقع من جهة الشرق حيث سكة الحديد. وقد نجحت الخطة، حيث استطاعت مجموعة الرماة تشتيت انتباه الحامية التي اضطرت إلى توجيه الأسلحة إليها، وهنا هجم الشيخ وفرسانه واستطاعوا الوصول إلى مواقع المدافعين من الطوابي في الهضيبة وقتل ستة عشر من أفراد الحامية.
وبحلول الظلام تراجع الشيخ كريم وفرسانه إلى مواقع القبيلة استعدادًا لمعاودة الهجوم في الغد، ونظرًا لكون الهجوم وقع يوم الخميس، فقد قرر الشيخ عدم معاودة الهجوم يوم الجمعة، وبذلك استغل قائد الحامية عواد الجهني ذلك وجمع
(١) أبا العجيجات: ربما سمي بهذا الاسم لكثرة العجاج أي الغبار، وهو منهل لقبيلة بني عطية جنوب تبوك وقد أصبح ضمن النطاق العمراني لمدينة تبوك حاليا.