للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الأستاذ سعد بن جنيدل يرى أن العوسجة هي ما يعرف الآن باسم (أبا الرحي) وهو واد يقع في (عرض شمام) غرب بلدة القويعية على بعد ٢٨ كيلا منها، وهو معمور الآن من أعلاه إلى أسفله، وفي الفرع الشمالي من أعلى الوادي ترى أثار التعدين والعمران، آثار قرية قديمة، وعندها معالم مقبرة، وكثير من بقايا الرحي الحجرية (جمع رحا)، والمساحيق قال: ويبدو أن هذه البلدة المندرسة المعالم هي التي كانت قديمًا تدعى العوسجة، وأن تسميتها بهذا الاسم كان نسبة لكثرة شجر العوسج في هذا الوادي (١).

وقال الأستاذ سعد أيضًا: في الجانب الشمالي من وادي (أبا الرحي) (٢) قرية صغيرة تدعى العوشزية -بمعنى العوسجة- وهذه القرية فيما يبدو لي هي التي ذكرها الهمداني باسم العويسجة، تصغير عوسجة، ولا ينطبق عليها ما ذكره الهمداني والأصفهاني عن العوسجة وإنما ينطبق على ما في (أبا الرحي) من آثار ومعالم قديمة ومن شاهد هذه البلاد وتأمل في معالمها وتتبع ما كتبه المؤرخون عنها لابد أن يطمئن إلى القول بأن (أبا الرحي) هو بلدة العوسجة القديمة.

[٨ - معدن قساس]

هذا من أشهر معادن الحديد في بلاد العرب، ذكره كثير من اللغويين، ومن كتبوا في تحديد الأمكنة، فقال عنه ياقوت في "معجم البلدان": قُسَاس: جبل لبني نُمَيْر. . -وإذا قيل بالصاد فهو جبل لهم أيضًا- فيه معدن حديد تنسب السيوف القُسَاسية إليه، قال الراجز يصف فأسًا:

أَخْضَر مِنْ مَعْدِنِ ذِيْ قُسَاسِ … كَأَنَّه فِي الحَيْدِ ذِي الأَضْرَاسِ

يُرْمَي بِهِ فِي البَلَدِ الدِّهَاسِ

وقال أبو طالب بن عبد المطلب:

فَلَسْنَا وَرَبِّ البَيْتِ نُسْلِمُ أَحْمَدًا … لِعَزَّاءَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ وَلا كَرْبِ

وَلمَّا تَبِنْ مِنَّا ومنْكُمْ سَوَالِفٌ … وأَيْدٍ أُتِرَّتْ بِالقُسَاسِيَّة الشُّهْبِ


(١) "عالية نجد".
(٢) جمع رحا التي يطحن بها، وسمى بهذا لوجود أجار بهيئة الرحا، يظهر أنها كانت تستعمل لسحق الأحجار لاستخراج التبر ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>