للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيان بن الأعين كان ممن لحق بابن الزبير في الوقت نفسه سنة ٦٤ هـ. ولما آذنت الدولة الأموية بالانتهاء وانفجرت الثورات ضد مروان الحمار كان أربعة من حضرموت هم: رجاء بن الأشيم، وفهد بن مهدي، ويزيد بن مسروق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن عميرة من كبار رؤساء الدعوة إلى خلع مروان (١٢٧ - ١٢٨ هـ) (١)، وفي الحركة العلوية التي ظهرت بمصر سنة ١٤٥ هـ كان ابن عمير ويحيى بن جابر ممن أيدوها من حضرموت (٢). وحفل العصر العباسي بالكثير من شخصيات حضرموت البارزة مما يدل على ثقة الدولة فيهم وولائهم لها.

من الواضح بعد هذا أن حضرموت كانت من القبائل الحية البارزة التي ساهمت مساهمة إيجابية في الحياة المصرية. وقد ظلت محتفظة ببقائها في قوة طوال القرون الثلاثة التي نعني بها على ما يبدو من حياة أشخاصها الذين مروا بنا. أما شواهد القبور فتقدم الدليل في سخاء على صحة هذا بالنسبة إلى القرنين الأخيرين (٣).

ننتقل إلى القبيلة الثانية مع الهميسع:

[٢ - الصدف]

أشرنا منذ قليل إلى اختلاط كندة والصدف في بلاد حضرموت إلى جانب اختلاطهم مع الحضارمة سكان البلاد الأصليين (٤). ويعبر ابن دقماق عن ذلك الامتزاج الغريب بقوله عن الصدف أنهم "بطن من كندة ينسبون اليوم في حضرموت" (٥).

وقد شهدت الصدف في كل حال فتح مصر، وسجل عمرو دورها في مهاجمة حصن بابليون في رجزه المشهور:


(١) الولاة ص ٨٤ - ٩١، ٩٤، ٩٥.
(٢) المصدر نفسه ص ١١٣، ١١٤.
(٣) Rep. Chro. I. pp. ٤٢ - ٤٣، ٦٢ - ٦٣، ١٠٤، ١٧٩ - ١٨٠، ١٩٦، ٢٨٣، ٢٨٩ & II، ٥٩، ٨٩.
(٤) انظر ص ٢٤٤، ٢٤٥.
(٥) الانتصار ج ٤ ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>