للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نقد البغدادي قَوْلَ النويري هذا، وعلَّق عليه بقوله: كذا قال النويري، وهو خلاف قول الفرزدق:

فما منهما إلَّا بعثنا برأسه … إلى الشام فوق الساجحات الرواسم (١)

وأقول: إن الضمير في قول الفرردق: (فما منهما) يعود إلى "ابن قُتَيْبَةُ وابن خازم" - حيث قال الفرزدق في القصيدة نفسها وقبل البيت المار ذكره:

أتغضبُ أنْ أُذُنْا قتيبة حُزَّتَا … جهارًا ولم تَغْضَبْ لقتلِ ابن خازم

وقد حَدَّثَنَا ابنُ الأثير بقصة رأس ابن خازم، حيث قال عن رغبة بكير في أخذه إلى عبد الملك: (فمنعه بجير، فضربه بكير بعود وحبسه، وسَيَّرَ الرأس إلى عبد الملك، وكتب إليه يخبره بأنه هو الذي قتله، فلمَّا قدم الرأس دعا عبد الملك رسول بكير، وقال: ما هذا؟ قال: لا أدري، وما فارقتُ القوم حتى قتل ابن خازم)، ثم أوْرَدَ ابنُ الأثير الروايةَ القائلة بأن قتل ابن خازم كان بعدُ.

أبو العاج: كثير بن عبد الله السُّلَمي

هو أبو العاج كثير بن عبد الله بن فروة بن الحارث بن حنتم بن عبد بن حبيب بن مالك بن عوف بن يقظة بن عُصَيَّة، ولي البصرة (٢).

الجحَّاف بن حكيم السُّلَمي

أحد شجعان بني سُلَيْم وفُتَّاكِهِمْ الشُعراء، كان مُعاصرًا لعبد الملك بن مروان، ولما أوقعت تَغْلِب بن وائل، ببني سُلَيْم، وقتلت عمير بن الحباب السُّلَمي كما سبقت الإشارة إليه في ترجمته في هذا الفصل، وتحداه "الأخطل" الشاعر التغلبي الفحل في الشعر لا في الحرب، تحداه في أبيات معروفة، نهض عند ذاك الجحَّاف بقومه: (بني سُلَيْم) مستعملًا دهاءه وشجاعته وحميته معًا، فقتل كثيرًا من التغلبيين، وبَقَرَ بطون النساء الحوامل، وقتل غير الحوامل، فما كان من تَغْلِب إزاء هذه الفتكة "الجحَّافية السُّلَمية" غير المتوقعة إلَّا أن يستجيروا بعبد الملك، فأهدر دم


(١) خزانة الأدب - لعبد القادر البغدادي، ص ٦٥٩، طبع المطبعة الأميرية ببولاق، المجلد الثالث.
(٢) جمهرة أنساب العرب - لابن حزم، ص ٢٦١، طبع دار المعارف بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>