للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبينه، وكان ذلك بعد مقتل مصعب بن الزبير في عهد عبد الملك بن مروان وفي سنة ٧٢ هـ.

هذا، وقد ترجم لعبد الله بن خازم، كثير من المؤرخين، وممن ترجمه ترجمة وافية صاحب "خزانة الأدب" فقال عنه: هو أحد غربان العرب في الإسلام (١)، وكان من أشجع النّاس، وقتله بنو تميم بخراسان في سنة اثنتين وسبعين، وكان الذي ولي قتله وكيع بن الدورقية القريعي، وكان ابن خازم أمر خراسان من قِبَلِ ابن الزبير. وكان أولًا استعمله ابن عامر على خراسان في أيام عثمان، وكان أحد الأبطال المشهورين، وقد حضر مواقف مشهورة وأبلى فيها).

وبعد ذلك وصف لنا عبد القادر البغدادي كيف قُتل، فقال: (وهذا خبر مقتله من تاريخ النويري، قال: (ولما قُتِلَ مصعب بن الزبير كان ابن خازم يُقاتل بجير بن ورقاء التميمي بنيسابور، فكتب عبد الملك بن مروان إلى ابن خازم يدعوه إلى البيعة، ويطعمه خراسان سبع سنين، فامتنع وأطعم كتابه لرسوله، وكتب عبد الملك إلى بكير بن وشاح (٢) - وكان خليفة ابن خازم على مرو - وتعهده على خراسان ووعده ومنَّاه، فخلع بكيرٌ بن خازم ودعا إلى عبد الملك، فأجابه أهل مرو، وبلغ ابْنَ خازم، فخاف أن يأتيه بكير فيجتمع عليه أهل مرو وأهل نيسابور، فترك بُجَيْرًا (٣) وأقبل إلى مرو، فاتَّبَعَهُ بجير فلحقه بقرية على ثمانية فراسخ من مرو، فقاتله، فقتل ابن خازم، وكان الذي قتله وكيع بن عمرو القريعي (٤)، اعتوره وكيع وبجير بن ورقاء وعمار بن عبد العزيز، فطعنوه فصرعوه، وقعد وكيعُ على صدره، فقتله، وبعث بشيرًا بقتله إلى عبد الملك، ولم يبعث برأسه، وأقبل بُكَيْرٌ في أهل مرو فوافاهم حين قتل ابن خازم، فأراد أخذ الرأس وإنْفَاذَهُ إلى عبد الملك فمنعه بجير).

هذا ما قاله النويري ونقله عنه عبد القادر البغدادي صاحب "خزانة الأدب"،


(١) خزانة الأدب، ص ٦٥٨، المجلد الثالث، طبع المطبعة الأميرية ببولاق بالقاهرة.
(٢) في تاريخ الكامل لابن الأثير، طبعة صادر ببيروت: (ابن وساج - بالسين المهملة والجيم - ص ٣٤٥، المجلد الرابع.
(٣) في الكامل لابن الأثير: (بحيرًا) - بالحاء المهملة - ص ٣٤٦، طبعة دار صادر بيروت.
(٤) في الكامل: (أعثره)، ص ٣٤٦، ط دار صادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>