للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأعشاش]

قال ابن خلدون: ولما علا كعب بن علاق وسائر بطون المرداسيين كحصين، ورياح ودلاج؛ وارتفع شأنهم عند الدولة اعتزوا على سائر بني سُلَيْم بن منصور واستقرت رئاستهم في ولد يعقوب بن كعب وهم: بنو شيحة، وبنو طاهر، وبنو علي، وكان التقدم في بني شيحة بن يعقوب لعبد الله أولًا، ثم لإبراهيم أخيه، ثم لعبد الرحمن ثالثهما، وكان بنو علي يرادفونهم في الرئاسة، وكان منهم بنو كثير بن يزيد بن علي، وكان كعب هذا يعرف بينهم بالحاج لما كان قضى فرضه، وكانت له صحبة مع أبي سعيد العود الرطب شيخ الموحدين لعهد السلطان المنتصر أفادته جاها وثروة، وأقطع له السلطان أربعًا من القرى أصارها لولده كان منها بناحية صفاقس وبإفريقيا وبناحية الجريد، وكان له من الولد سبعة، أربعة لأم وهم: آجر، وماضي وعلي، ومحمد. وثلاثة لأم وهم: يزيد، وبركات، وعبد الغني. فنازع أحمد بن ترجم أولاد شيحه في رئاستهم على الكعوب واتصل بالسلطان أبي إسحاق وفعل بهم فعالا عظيمة، فلحقوا بالدعي عند ظهوره، ثم هلك أحمد واستقرت الرئاسة في ولده، وكان له من الولد جماعة، فمن عرفة إحدى نساء بني قاسم من الكعوب: أبو الليل، وأبو الفضل. ومن الحكمية (١)، قائد، وعبيد، ومنديل، وعبد الكريم، والسرى، وكليب، وعساكر، وعبد الملك، وعبد العزيز. وكانت الرئاسة المذكورة بعد أحمد لأبي الفضل. ثم من بعده أخوه أبو الليل. وغلبت رئاسة هؤلاء على قومهم وتآلفوا ولد إخوتهم جميعًا وعرفوا ما بين أحيائهم بالأعشاش (٢) إلى هذا العهد … إلى آخر كلامه.


(١) الحكمة منسوبة إلى حكيم من علَّاق من عوف بني سُلَيْم.
(٢) قلت: وهنا نص ابن خلدون واضح بأن الأعشاش من الكعوب من علاق بن عوف بن بهثة بن سلَيْم، وكانت في الكعوب زعامة بني سُليم في تونس حتى أواخر القرن الثامن الهجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>