سنوية تُقدَّم لشيوخ القبائل عادة في طريق الحجِّ، وذلك لتأمين قوافل الحجِّ والتجارة من هجمات البدو من قبائل العرب وذلك في الفلاة بعيدًا عن العمران أو بمعنى أصح بعيدًا عن استطالة الدولة لأمثال هؤلاء الأشرار، والصُرَّة أصلًا من أجل المحافظة على الأمن في الطرق من وإلى جزيرة العرب.
إذن ما دمنا وصلنا لنوايا هؤلاء الشيوخ بتحليل تاريخي هو الأصح، من أين إذن يأتي الجزيري بالحقيقة وبالنسب الحقيقي الصحيح للعشائر أو القبائل التي تطرق لها في مخطوطه درر الفرائد المنظمة في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري؟ والإجابة ببساطة هي أن لا الجزيري ولا غيره سوف يعرف الحقيقة ما دامت المصالح المادية طاغية على النفوس في ذلك الوقت!
[(تصحيح ما ورد من خطأ في مخطوط الدرر الفرائد المنظمة للجزيري) فيما يخص أنساب بعض العشائر والقبائل]
١ - ذكر الجزيري اسم المعَّازي كفرع قائم بذاته نزل بحِسْمي، رغم أن المعازي هو اسم عام وشامل لعموم بني عطية، وبصورة غالبة في الوقت الحاضر هنا في الديار المصرية، وحتى لو اعتبرنا أن المعازي اسم فرع وغلب على سائر بني عطية فيما بعد الجزيري، مثل فرع شَمَّر الذي طغى على باقي فروع طيئ في شمالي نجد وتسميه كلّ القبيلة من طيئ على اسم شَمَّر، فهنا الأمر يختلف تمامًا لأنَّ المعازي الذي ذكره الجزيري كفرع، ليس له وجود أو بقية الآن فكيف يكون فرعًا غالبًا؟ إذن هذا الأمر مستبعد، فاسم بني عطية هو الغالب الآن في المملكة العربية السعودية وفي المملكة الأردنية الهاشمية، ولربما ساد اسم المعازي على العطاونة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين بدليل ذكر الرحَّالة المغربي المسمى الدرعي (اسم المعازة) على بني عطية القاطنين في طريق الحجِّ بالحجاز. وسواء غلب هذا الاسم على بني عطية في فترات زمنية أو لَمْ يغلب، فالشيء المؤكد ميدانيًا وتاريخيًا أن المعازي ليس فرعًا إطلاقًا في قبيلة بني عطية التي تنتمي أصلًا لجد اسمه (معاز)، كما سوف نبين في السرد عن أصل بني عطية الحقيقي، مخالفين تخبُّط الجزيري في مخطوطه أنهم من بني عُقبة جُذام.
ولا أدري من أين أتي باسم المعازي كفرع نازل بحِسْمي، ولربما ذكر له أحد البدو أن هناك "معازة" نازلين بحِسْمي، على أنَّ الاسم يشمل بني عطية فلم يدر