للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقام حسان وقال:

منعنا رسول الله من غضب له … على رغم أنف من معد وراغم

هل المجد إلا السؤدد العود والندى … وجاء الملوك واحتمال العظائم (١)

فقام الأقرع (٢) بن حابس الحنظلي وهو من المؤلفة قلوبهم. وكان أولًا ممن تمجسوا من بني تميم فقال: والله إن هذا الرجل لمؤتى له والله لشاعره أشعر من شاعرنا ولخطيبه أخطب من خطيبنا ولأصواتهم أرفع من أصواتنا: أعطني يا محمد فبايعه فقال للنبي: زدني فزاده وقال: اللهم إنه سيد العرب وعندها تسارعوا لإعلان إسلامهم وأقاموا فترة عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - يرشدهم ويبين لهم محاسن الإسلام ويتعلمون القرآن ويتفقهوا في الدين ثم هموا بالعودة إلى قومهم فأعطاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلع عليهم وقال لهم هل بقي منكم أحد وكان عمرو بن الأهتم باقيًا يشرف على ركابهم. فقال قيس بن عاصم وهو من رهطه - ولكن كان مشاحنا لها - لم يبق إلا غلام حديث السنن في ركابنا فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلما أعطاهم فبلغ بن الأهتم ما قاله قيس فقال يهجوه ويفتخر:

ظللت متفرش الهلباء (٣) تشتمني … عند الرسول فلم تصدق ولم تصب

إن تبغضونا فإن أصلكم … والروم لا تملك البغضاء للعرب

فقال قيس مدافعا:

لولا دفاعي كنتم أعبدا … داركم الحيرة والسيلحون (٤)

السابقون من مهاجري بني تميم من رجال ونساء (٥)

أما المهاجرون من بني تميم فهم كثيرون ولكن نذكر أشهرهم في أول الدعوى الإسلامية وهم رضي الله عنهم:


(١) السؤدد: العود هي السيادة القديمة.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ١٩٨.
(٣) الهلباء: الأرض ويقصد جلوسه عليها.
(٤) السيلحون: موضع قريب من الحيرة.
(٥) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ١٩٨ - ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>