للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وركبوا مع الصبح، فهزموا بنى تميم، وأسروا الزِّبْرِقَان، فافتدى الأهتم نفسه ومنُّوا على الزِّبْرقان، فقال عمرو بن مِيْسَم:

غَزتْنَا بَنُو سَعْدٍ فَدُسْنَا مقَاعِسًا … وَأَشْحَيْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ مَلادِسَا

قَرَيْنَاهُمْ زُرْقَ الأَسِنَّة والظُّبَا … وَلَمْ نَقْرِهِمْ كُوْمًا جِلادًا قَنَاعِسَا

عَوَى أَهْتمٌ ثُمَّ انْثَنَى فَأَصَابَه … دَرِيْرٌ يُثِيرُ البَطْن رَطْبًا ويابِسَا

وهذا اليوم يسمى يوم العَريض. انتهى.

وتقدم في الكلام على بلاد باهلة (١) أن حاجب بن زرارة سيد بني تميم، أسر يوم جَبَلة، وبقي في الأسْر في شَمَام عند باهلة حولا حتى افتدى بفدية عظيمة، وافتخر الشاعر الباهلي ببقائه في أسرهم حتى دفعت فديته.

[بين باهلة وضبة]

بلاد ضَبَّة بن أُدِّ بن طابخة بن الياس بن مضر كانت تمتد إلى منطقة السر، جنوب شرق بلاد باهلة، والمسافة بين القبيلتين قصيرة، وقد وقع بينهما احتكاك بل غزو وانتصرت فيه قبيلة باهلة، وكانت الغازية على ما جاء في كتاب "فرحة الأديب" ونصه (٢): قال ابن السيرافي:

قال شقيق بن جزء بن رياح الباهلي:

وعاد عليه أن الخيل كانتْ … طَرَائِقَ بَيْنَ مُنْقِيَةٍ وَوَارِ

كأَنَّ عذِيْرَهُمْ بِجَنُوبِ سِلَّى … نَعَامٌ قَاقَ فِي بَلَدٍ قَفَارِ

قال: سِلِّى موضع بعينه، وكانت بنو ضبة غزت باهلة وعليها حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي، فهزمتهم باهلة، وجرحوا حكيمًا وقتلوا عبيدة الضبي.

قال س (٣): هذا موضع المثل:

آب الكِرَامُ بِالسَّبَايَا غَنِيْمَةً … وآبَ بَنُو نَهْدِ بِأَيْرَيْنِ فِي سَفَطْ


(١) رسم شمام.
(٢) ٧٦.
(٣) أي الأسود لقب أبي محمد الأعرابي مؤلف الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>