للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرأي العام في مصر زمنا طويلا (١٨٥ - ١٩٤ هـ) (١) أن اليمانية وقُضاعة منهم بالذات، هم الذين وقفوا إلى جانب أهل الحرس لا القيسية، فقد كان من شهودهم حوى بن حوى العذري (ت ٢٠٠ هـ) أحد أشراف مصر (٢). هذا إلى أننا نستطيع اعتبار موقف الشاعر طاهر القيسي العدائي من هذه القضية صدى لموقف القبيلة كلها (٣).

ولعله من الطريف أن كان من موالي هذه القبيلة أحد كبار الموظفين الذين ولوا أمر الخراج بالذات (محمد بن زياد بن طبق القيسي ت ٢٢١ هـ) (٤).

وهكذا نرى أن قيسا التي سارت في القرن الأول في طريق المدنية عندما عاشت في الفسطاط، لم تستطع أن تتخلص من بداوتها وعنفها وقسوتها لما أقامت في الحوف وبذلك كتب عليها أن يكون دورها على مسرح الحياة المصرية دورا دمويا هداما أكثر مما كان مدنيا سلميا بناءً.

نتحدث الآن عن القبائل القيسية في مصر متبعين ما أشرنا إليه من تفرع قيس إلى ثلاثة أقسام.

[١ - بنو سعد]

وهم بنو سعد بن قيس عيلان.

عاش منهم بمصر القبائل الآتية:

باهلة:

كان العرب ينظرون باحتقار إلى هذه القبيلة، وأورد ابن خلكان طائفة من النوادر في السخرية منها (٥). وجاءت باهلة إلى مصر في وقت متأخر ليس


(١) انظر تفاصيل هذه القضية المهمة في الكندي: الولاة ص ٣٩٧ - ٤٠٠.
(٢) القضاة ص ٣٩٨.
(٣) المصدر نفسه ص ٤١٣، ٤١٥.
(٤) الولاة ص ١٤٧ والانتصار ج ٤ ص ٢٥.
(٥) وفيات الأعيان ج ١ ص ٥٤٢ - ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>