للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العادات والتقاليد الاجتماعية]

قبائل بني خثعم متعددة المنازل والديار، كثيرة الفروع والعشائر، فمن الصعب الإلمام بكل عاداتها وتقاليدها، ومن الصعب أيضًا اتفاق كل فروعها على كل العادات المنتشرة بينها، وذلك يرجع لاتساع بلادها واختلاف بيئتها، وعدم تقارب فروعها، ولكن هذا لا يمنع اتفاقها على بعض المذاهب والعادات، ومن عاداتهم وتقاليدهم:

[١ - عادات الضيافة]

عشق العربي عادة الكرم، وإكرام الضيف، وعدها منقبة عظيمة ومفخرة سامية (١). وقبائل يني خثعم تنزل الناس منازلهم، فإذا كان الضيف ممن يستحق أن يذبح له قام المضيف وذبح له "ذبيحة" وإن كان من سائر الناس أكرمه غاية الإكرام وقدم له ميسور البيت، وتختلف قبائل خثعم في طريقة تقديم وإعداد الذبيحة، فأهل بيشة وما جاورها من قبائل خثعم يقدمون الذبيحة كاملة إلى الضيف، ولا ينقصون منها شيئا ولو قدمت بدون الرأس فإن صاحب البيت يلزمه بأن يقدم له أخرى، ومن العادات الخاصة بقبيلة أكلب أن الذبيحة إذا قدمت للضيف وغلط أحد الضيوف وأكل عينها، فإن صاحب الدار يقوم بذبح أخرى، وقد أخذت هذه العادة في التقلص والانقراض مع تقدم الناس وتعلمهم، ولا يوجد الآن من شباب هذه القبيلة من يتمسك بها، ولم أجد لهذه العادة سرا أو مغزى تدل عليه، لكن المعمرين من هذه القبيلة، يبررون فعلهم لهذه العادة، أن الضيف لو وجد ما يشبع مآلل العين؛ لذلك فإن على المضيف أن يشبع ضيوفه، ويذبح لهم أخرى، وهذا فيه إسراف وتبذير. ومن العادات الخاصة بهذه القبيلة أيضًا أن الضيف إذا أتى إلى عدة بيوت مجتمعة، فعليه الدخول في البيت الذي يليه، حتى ولو كان بيت امرأة، أو طفل، أو رجل فقير، وإذا لم يدخله وتعداه إلى بيت غيره ودخله، فإن صاحب البيت الأول يطالبه بالحق، ويرى أن هذا عيب وإهانة له، والعرف القبلي


(١) راجع إن شئت، كتابنا "القيم الإنسانية" ففيه تفصيل عن هذه الفضيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>