للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معركة قدام (١)

بعد مقتل فلاح بن مانع آل حثلين من قبل عسكر الأتراك في الأحساء كان ابنه راكبًا في "الخرج" جنوب الرياض، وكان "يقيّض" خيله، وبعد أن علم بمقتل أبيه أراد أخذ ثأره فأرسل "الشلايل" (٢) لآل مرة، فأقبل راعي الشلايل على الأمير "علي المرضف" فقال له المرضف: اذهب لآل مرة و"آل بشر" (٣) فإن "قطعوا الشلايل" فأبشر بسعدك - فإن لم يفعلوا فلن أثيبك". وفعلا ذهب راعي الشلايل لآل بشر وقاموا بتقطيع الشلايل، وأقبل المرضف وآل مرة على العجمان في موقع في "الحبل" واسمه "قدام" وكانت مُطير في ذلك الموقع، فأقبل المرضف فقال له الفارس المعروف "محمد الطويل": حَوْلوا تقهووا!!. فقال له المرضف: الخيل تيك لنا ولا للقوم؟ فقال له الطويل: إلا للقوم. قال المرضف: الفزعة اللي تأتي تأكل وتشرب مهي مسويه شي!! واللَّه ما نمالحكم إلا بعد أن نمالحهم" (٤) وركض وركضوا (آل مرة) معه على مُطير وما هي إلا لحظات حتى أتوا بخمسة عشر "قلاعة" (٥) ثم دارت رحى المعركة وهزم الدويش زعيم مُطير ومن معه.

قال الشاعر الفارس/ عيلان المصراني العجمي:


(١) قدام: بين يام ومُطير ومعهم قبائل أخرى، وهذه الوقعة في عهد الإمام فيصل بن تركي، وبما أن هذه الوقعة هي ردة فعل يام بعد تسليم مُطير ابن حثلين للأتراك ومن ثم قتله في عام ١٢٦٢ هـ، فإن هذه الواقعة حدثت تقريبًا حوالي ١٢٦٤ هـ، وسميت زبارة الجبلان من ذلك اليوم لأنهم قتلوا فيها. أحد المصادر شريط كاسيت لفهيدة بن رفعة من آل مفلح من العجمان، في مقابلة مع أحد أصحاب السمو "آل سعود".
(٢) الشلايل: قطع من القماش تربط حول عنق البعير الذي يمتطه من يطلب النجدة، فإن قطعت من قبل صاحب النجدة فمعنى ذلك أنه سوف يقوم بنجدته.
(٣) آل مرة وآل بشر: كانوا في موطنهم في الجافورة، بينما المرضف كان في نجران.
(٤) فتهايقت سلمى بنت محمد الطويل من وراء الرواق وقالت: يا علي المرضف ترى إن اللَّه أسلمك من ذاليوم تراك محجور على بنات آل مرة ويام!! فقال علي المرضف: متى ذالشحنة جاتش جعل أبيش في النار؟!! ما هذا كله بحب لي، غير قومش، الجموع اللي وارش!! غير واللَّه إن أمالحهم ما بعد ما مالحت أبيش.
(٥) القلاعة: خيل منهوبة من الخصم.

<<  <  ج: ص:  >  >>