للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أحب قنا من حب هند ولم أكن … أبالي أقربا زاده اللَّه أم بعدا؟

ألا إن بالقيعان من بطن ذي قنا … لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا

أروني قنا انظر إليه فإنني … أحب قنا إني رأيت به هندا"

[تثليث]

يطلق اسم "تثليث" على وجه العموم على الوادي المشهور بتثليث، وعلى وجه التخصيص على مركز الإمارة لتثليث، ويرجع تأسيس مركز تثليث إلى العهد السعودي الزاهر، وقد ورد اسم "تثليث" في "معجم البلدان" لياقوت الحموي؛ حيث قال: تثليث بكسر اللام وياء ساكنة وثاء أخرى مثلثة. . موضع بالسراة".

قلت: تثليث يطلق على الوادي من باب إطلاق العام على الخاص، ويرفده ما يقرب من عشرين واديًا صغارا، وورد في "صفة جزيرة العرب" للهمداني عن تثليث ما لفظه: "تثليث كان لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، وفيه حصن ونخل ومنه القرار والريان وجاش". قلت: جاش ما زال يحمل اسمه حتى الآن (١).

[مدينة جرش وجبل شكر في التاريخ]

هذه المدينة البائدة تقع على قاع منبسط بالقرب من سفح جبل شكر من جهته الغربية، وتمتد في شكل خرابة عتيدة تقدر بكيلين ونصف الكيل طولا وعرضا، وأطلالها العنيدة مازالت مائلة حتى الآن في شكل أهرام متهدمة، ويوجد بها آثار تاريخية، من أبرزها الخط المسند والصخور المنحوتة ذات الحجم الكبير الرائع المنقطع النظير، ويقف منها جبل شكر موقف الحارس الرهيب، إذ هي تقع في كنفه من الغرب، وجبل شكر هذا هو ذلك الجبل التاريخي الذي وقعت بسفحه المعركة المشهورة بين المسلمين والمشركين في السنة العاشرة للهجرة في عصر النبوة، وكان يقود المسلمين صرد بن عبد اللَّه الأزدي صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).


(١) ورد اسم "جاش" في المعجمات الجغرافية بأنه من المواقع الأثرية، وقد سكنه الفارس المشهور عمرو بن معديكرب الزبيدي، وقد أسلم ثم ارتد، ثم رجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، واشترك في فتح العراق، ثم استوطن الكوفة، مات بها -رضي اللَّه عنه- سنة خمسين من الهجرة، (انظر: الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص ٢٥٣، والبكري، معجم ما استعجم ص ٢٥٨).
(٢) ابن هشام، السيرة النبوية، ج ٤ ص ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>