للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عصرنا هذا يطلق على جبل شكر اسم حمومة أو الحمة، وهو جبل منيع جدًّا يبلغ ارتفاعه على سطح الأرض بحوالي ألف قدم في امتداد خمسة كيلوات تقريبًا في الطول، وموقعه في متوسط بلاد رفيدة من أحد رفيدة من ملحقات أبها بحيث يقع على بعد أربعين كيلا عن مدينة أبها في الاتجاه الجنوبي الشرقي، مما يسامت طور القرعاء شوقًا بنحو أربع ساعات تقريبًا (١)، ويحيط به من الجهات الأربع قبائل (٢) رفيدة، ورفيدة هم من سلائل عنز بن وائل من العدنانية، كما هو مشهور عند بعض نسابة العرب، وقد أورد اسم جرش ومدينتها غير واحد من المؤرخين وأصحاب المعاجم، وفيما يلي بعض مما أورده صاحب "معجم البلدان" حيث قال (٣): "جرش بالضم ثم الفتح وشين معجمية من مخاليف اليمن من جهة مكة، وهي في الإقليم الأول، طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة".

وقيل: إن جرش مدينة عظيمة وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تُبَّعا أسعد بن كليكرب خرج من اليمن غازيا حتى إذا كان بجرش وهي خربة ومعد حالة حولها خلف بها جمعا ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفا وقال: "اجرشوا" أي البثو فسميت جرشا بذلك، قال: "وفتحت جرش في حياة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في سنة عشرة للهجرة صلحا على الفيء وأن يتقاسموا العشر ونصف العشر، وقد نسب المحدثون إليها بعض أهل الرواية، منهم الوليد بن عبد الرحمن الجرشي مولى لأبي سفيان الأنصاري، وأورد الهمداني في "صفة جزيرة العرب" عن جرش ما يلي: "جرش هي كورة نجد العليا وهي ديار عنز ويسكنها ويترأس فيها العواسج من أشراف حِمْيَر، وهم من ولد يريم ذي مقاصر القيل، ولهم سؤود عود وجابه اليمانية في أرض نجد إليهم، وهم يقيمون معهم بحرب عنز وفي شق جرش فِرَق من النزارية من موالي قريش والغاز بن نزار من العرباء، وهم رابطة


(١) المراد أربع ساعات مشيا على الأقدام.
(٢) ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص ٥٧٥.
(٣) ياقوت الحموي. معجم البلدان، ج ٢ ص ١٢٦، ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>