للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تبين أن الفارس هو صايل الشهوان (١) شيخ عشيرة العجارمة الذي كان أحد أركان حركة ابن عدوان. وبمقتل صايل لاذ الباقون بالفرار قبل أن يتاح للقوة النظامة الاصطدام معهم. وهكذا انتهت حركة العدوان. ولا شك أن اشتراك السيارة المصفحة وتحليق الطائرة كان لهما أثرًا معنويًا كبيرًا في تثبيط عزائم العدوان وأنصارهم ومسارعتهم للتفرق، فقد خيل لهم أن الإنجليز مصممون على التدخل ضدهم، مما بعث اليأس في نفوسهم. وقد وصف الأمير عبد الله (أمير شرق الأردن) هذه الحادثة وقتئّذ بأنها حادث مكدر ومدسوس.

[نصرة المجالي في الكرك]

لقد سبق لقبيلة بني عطية أن قامت بنصرة عشيرة المجالي في حربها مع بني صخر في عهد الشيخ عبيد بن عطية جد الشيخ كريم، وذلك في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وأصبح هناك حلف غير مكتوب بين بني عطية والمجالي، حيث حرص المجالي على تواجد قبيلة بني عطية في منطقة الكرك لنجدتهم عند الحاجة إليهم، وشجعوا بني عطية على احتلال منطاقة الشراة لهذا الغرض، وقد اعتاد الشيخ كريم وقبيلته بني عطية على ارتياد الأراضي الأردنية كلما أجدبت أراضيهم في منطقة تبوك، وفي الأحيان يستمر هذا التواجد إلى أكثر من سنة حسب ظروف نزول الأمطار. وأثناء تواجد الشيخ على الأراضي الأردنية، قامت قبيلة بني حميدة بقيادة شيخها عبد الله بن طريف بتضييق الخناق على عشيرة المجالي في الكرك، وذلك بقصد استعادة الأراضي التي سبق وأن استولى عليها المجالي. وبدأ الاقتتال بين الجانبين وتمكنت قبيلة بني حميدة في بداية المواجهة من التغلب على المجالي، فاستنجد المجالي بالشيخ كريم الذي قاد قبيلة بني عطية للاشتراك في المعركة إلى جانب المجالي، واستطاعوا مجتمعين كسر شوكة هجوم بني حميدة وهزيمتهم والاستيلاء على قرية الرية الحميدية والاستيلاء على أعداد كبيرة من حلالهم (٢). بذلك، ثبت الشيخ كريم وضع عشيرة المجالي وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما هب جده عبيد لنجدة المجالي


(١) سليمان موسى: مصدر سبق ذكره، ص ٢١٤.
(٢) مواشيهم من إبل وغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>