للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمان على رأس حشد من رجاله لا يقل عن ألف خيال، ودخلوا العاصمة على شكل مظاهرة، مشهرين سيوفهم وينشدون الأناشيد الحماسية متجهين إلى مقر الأمير في رابية ماركا (١).

واختلى الأمير بسلطان وولده ماجد، وبعد المداولة وعدهما بزيارة عربانهم، حيث كانوا يقيمون، في حسيان يوم ٨ أيلول ١٩٢٣ م، وفي يوم ٦ أيلول اجتمع مجلس النظار الجديد في مقر الأمير وبحث الموقف، ورأى المجتمعون أن يعدل سموه عن زيارة ابن عدوان في حسيان لئلا تفسر هذه الزيارة بأنها من قبيل الضعف، وتقرر أن تتخذ الحكومة أسلوب الحزم والقوة ضد العدوان. وعندما بلغ العدوان هذا التحول في الموقف، في الوقت الذي كان يستعد فيه لاستقبال الأمير، قرر أن يتصرف بسرعة. فسار من حسيان يوم ٦ أيلول بمن اجتمع لديه من البدو المناصرين لقضيته متجهًا، عن طريق ناعور، إلى صويلح، وبنيته الهجوم على العاصمة الأردنية من الغرب.

وأثناء مرورهم بهذه المناطق نهبوا مخفري ناعور، وصويلح واستولوا على خيول الجند وتجهيزاتهم، وقضوا ليلتهم في صويلح وفي الصباح اتجهوا نحو عمان، وقد تولى الأمير عبد الله بنفسه الدفاع عن عمان ضد تقدم ابن عدوان. وكان الشيخ كريم في هذه الأثناء يقيم في الأردن مع بعض رجاله، وطبقًا للخطة التي اتبعها الأمير، فقد تم استدعاء الشيخ كريم الذي انضم إلى القوة التي يقودها الأمير مباشرة في عمان. وروى الشيخ كريم ما تلا ذلك من أحداث، حيث أرسل الإنجليز سيارة واحدة من سياراتهم المصفحة وفيها أحد المسئولين لتواكب تقدم القوة، والتقى الجمعان وحدثت المواجهة في شمسان على مسافة ٦ كم غرب عمان، وحلقت إحدى الطائرات البريطانية فوق المكان، ولم تكن المواجهة اشتباكًا متلاحمًا، غير أنه من اْبرز الأحداث أنه خرج من قوة ابن عدوان أحد الفرسان شاهرًا سلاحه وهجم على السيارة المصفحة وأطلق أعوانه الرصاص على عجلاتها فتوقفت عن السير، وعندئذ قفز الفارس عن ظهر جواده على المصفحة، غير أن طاقمها عاجلوه بإطلاق النار عليه فأرده قتيلًا.


(١) سليمان موسى: مصدر سبق ذكره، ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>