للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملخص عن تاريخ عشائر بني عطية [المعازة] في مصر]

نزل الكثير من بني عطية (المعَّازة) إلى الديار المصرية قادمين من شمالي الحجاز بالمملكة العربية السعودية قبل خمسة قرون، واستمرت فصائلهم في النزول إلى مصر حتى أوائل القرن العشرين الميلادي، وأشهرهم السليمات والخمايسة والمصابحة والعقيلات.

وقد أقام بنو عطية فترة قصيرة في سيناء ولكن لم يطل بهم المقام فيها لما أنهم كانوا في عداء قديم مع قبائل التياها والترابين. وقد نزل القسم الأكبر من بني عطية (المعَّازة) غرب خليج السويس من البلاد المصرية وتوطنوا في تلك الأماكن قرب سفوح جبال الجلالة (القلالة) (١)، وتعتبر قبيلة المعازة العربية أول من سكن تلك الجبال وقد عرفوا دروبها ومسالكها منذ أواخر القرن التاسع الهجري، وقد زرعوا في وديان وسفوح هذه الجبال بعض أشجار الزيتون واللوز والتين البرشوم فأصبحت تلك المنطقة عامرة ببدو المعَّازة الذين مارسوا أيضًا الرعي والصيد في خليج السويس وكانت قبل القرن التاسع الهجري خرِبَة أقفر من بلاد الجن. وامتدت عشائر المعازة في الصحراء الشرقية لمصر شرق النيل حتى قنا.

وسوف نوضح تفصيلًا عن تلك العشائر في موضعه.

وانطلق قسم آخر من بني عطية وتوطنوا في محافظات الشرقية والإسماعيلية (٢) من الوجه البحري لمصر، وفي القرن العاشر الهجري كوَّن بنو عطية شبه مقاطعة في الشرقية استمرت في القرون التي تلت في عهد المماليك ثم العثمانيين وكان يحكمها بعض مشايخهم، أما في عهد محمد علي باشا في بداية القرن التاسع عشر الميلادي ضعف حال أو سيطرة شيوخ بني عطية وتفرقوا في إقليم الشرقية من القطر المصري، وقد ذاب أكثرهم في القرى المصرية. وقد حافظ قسم من بني عطية على عنصرهم القَبَلي وعلى بداوتهم حتى الآن وخاصة النازلون في القرنين الأخيرين. وقد كان أول ذكر لبني عطية في مصر عام ٩٢٣ هـ في بدائع


(١) القلالة: تُنطق بالجيم المخففة لا المعطشة وهذا بلهجة البدو.
(٢) الإسماعيلية نسبت إلى الخديوي إسماعيل من أحفاد محمد علي والي مصر ومؤسس الدولة العلوية التي بدأت من عام ١٨٠٥ م حتى عام ١٩٥٢ م، وقد انفصلت الإسماعيلية كمحافظة قائمة بذاتها عن إقليم الشرقية في عهدٍ قريب بهذا القرن بعد افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩ م بفترة من الزمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>