للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنو مُضَر

مُضَر فيه عمود النسب، لما أن النَّبِيّ (١) المختار - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جاء من نسله، وكفى مُضَر فخرًا بذلك.

وديار مُضَر حيز الحرم إلى ما دون السراوات وما والاها من البلاد، ثم امتدت ديارهم بقرب شرق الفرات نحو حران والرقة وسروج، وكانت ديارهم بالجزيرة بين دجلة والفرات مجاورة للشام، وأشهر مدنهم في شرقي الفرات الرافقة، وكانت لهم رياسة الحرم بمكة المكرمة، وانقسمت مُضَر إلى جذمين قبل الإسلام بعدة قرون وهما:

أ - خِنْدف: وسموا أبناء خِنْدف (بأمهم) وهي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعة وكانت تتخنَدف في مِشْيتِها فسميت كذلك، ومعني تخندف الرجل، أي يقلب رجليه كأنه يغرف بهما.

ب - قيس: وكان مشهورًا بقيس عَيْلان، وقيل أن عَيْلان فرسه وقيل خادمه.

- أما (خِنْدف) ففيه عمود النسب والبيت في مُضَر لما أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نسله من فرع مدركة، وكان الخندف ابنين أحدهما اسمه عمرو والثاني عامر وكانا في إبل لهما يرعيانها ومعهما صَيدًا قعدا يطبخانه، فَعَدت عادية على إبلهما فقال عامر لأخيه عمرو: تدارك الإبل فأدركها وظل عامر أخيه يطبخ الصيد، فلما عادا إلى أبيهما (إلياس) سماهما، وقال لعامر: أنت طابخة، وقال لعمرو: أنت مدركة، ومدركة فيه عمود النسب لما أن كِنَانة تتفرع منه والتي منها قريش رهط النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وعن فرع مُضَر الثاني (قيس):

قيس عَيْلان فيه العدد في مُضَر بل وسائر العدنانية في حدر الإسلام، مما جعل العرب يطلقون على العدنانيين قيس، أي قيسي وعلى القحطانيين يماني أي يمني من اليمن، وهكذا فاسم قيس غلب على سائر العدنانية في فترة زمنية من الدهر.


(١) هو محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قُريش) بن مالك بن النضر بن كِنَانة بن خُزَيْمة بن مِدَركة بن إلياس بن مُضَر. ومُضَر بن نزار بن مَعْد بن عدنان أول من سن الحداء للإبل في العرب وكان من أحسن النّاس صوتًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>