للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مكة والمدينة]

وقد كانت هُذَيْل في العصر الجاهلي يلم بعض أفرادها بالحضر القريب منها (١) في مكة والمدينة وغيرهما، كما يفعل الأعراب الآخرون، ولكنها منذ فجر الإسلام لم تعد صِلاتها بالحضر مقصورة على ذلك، وإنما بدأت جماعات من الهذليين تستقر في هذا الحضر، ولا سيما مكة والمدينة، فيذكر ياقوت أنه "لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة مهاجرًا أقطع الناس الدور والرباع، فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخرة المسجد. . . وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليين الخطة المشهورة بهم عند المسجد" (٢).

وقد ازداد على الأيام عدد هؤلاء الهذليين بالمدينة سواء من النازحين إليها، أم من أبنائهم وأحفادهم الذين شبوا ونشئوا في ظلال هذا المجتمع الجديد.

فنجد من المسعوديين بالمدينة بعض الأعلام من العلماء والشعراء كعبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٣)، ووالده عبد الله بن عتبة العالم المحدّث (٤).

ولم يكن ذلك أمرًا مقصورًا على المسعوديين فحسب، بل كان بالمدينة كثير من الهذليين الآخرين منهم مسلم بن جندب الذي كان قاصّ مسجد الرسول، وكان إمامهم وقارئهم (٥)، وهو أستاذ نافع بن أبي نُعيم (٦)؛ وعبد الله بن مسلم بن جندب الذي كان إمام مسجد الأحزاب فيها (٧)، والبُريق الهذلي الشاعر (٨)، وأبو عمرو عبد الله بن الحارث الراوية (٩)، والنضر بن سفيان الهذلي (١٠) وأُصيل


(١) الإصابة ٢/ ١٥١.
(٢) معجم البلدان ٧/ ٤٣٠. طبقات ابن سعد ٣/ ١٠٨.
(٣) سمط اللآلي ٢/ ٧٨١ - العقد الفريد ١/ ٢٠٤.
(٤) شذرات الذهب ١/ ٨١.
(٥) البيان والتبيين ١/ ٣٧٧.
(٦) إنباه الرواة ٣/ ٢٦١.
(٧) معجم البلدان ١/ ١٣٦.
(٨) البقية ص ٧٠. المؤتلف والمختلف ص ٢٦٨.
(٩) معاهد التنصيص ٢/ ١٦٨.
(١٠) أسد الغابة ٥/ ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>