قال لي بعض الثقات أن حويطًا جدهم المؤسس لكيانهم القَبَلي كان له خمسة أولاد من بين أبناء له كثيرين، وهؤلاء الخمسة بنون هم رءوس جميع الفروع أو العشائر التي تكونت على مدى خمسة قرون ونصف القرن، أما أبناء حويط الآخرين فقد انضم نسلهم إلى تلك العشائر الرئيسية التي بدأت فصائلها تظهر في منتصف القرن العاشر الهجري، وكما أكد هؤلاء الرواة أن الأبناء الخمسة من أمهات من بني عطية "المعازة" وهم عمران وعلوان وسويعد وسعيد ومسيعيد.
أما سعيد فاتجه غرب وادي عربة في فلسطين وانفصل عن كيان الحويطات ومخلفاته السعيديين المعروفين في النقب، وقال عنهم عارف العارف في "تاريخ بئر السبع": "إنهم يعانون من الفقر الشديد ويأكلون نبات السَمْح في معظم الأوقات". وأما علوان فتناسل منه أبناء كثيرون واتجه جنوب الأردن ومنه حويطات العلاوين، وانفصمت منهم في عهود قريبة بعض العشائر تحت اسم الجازي نسبة إلى الشيخ جازي أحد رؤسائهم في شرق الأردن.
وأما سويعد ومسيعيد وعمران فقد تناسلت منهم عشائر حويطات التَهَم في شمالي غرب الحجاز بالمملكة العربية السعودية، وسوف نُفصِّل عن عشائرهم.
[(ب) حويطات العلاوين وتاريخهم]
بعد تكاثر أبناء حويط في العقبة التي كانت المركز الرئيسي لهم والتي نشأ فيها مؤسسهم حويط (الشريف)، بدأ أبناء علوان بالنزوح شمالًا باتجاه جبال الشراة فاصطدموا بعشائر الوحيدات (أشراف)، والنعيمات، والشرارات، والصخور، وفي عام ١٧٠٠ ميلادي تقريبًا، أي من ثلاثة قرون أصبحت عشيرة الحويطات في شكل كيان قَبَلي لا بأس به في إطار الحياة البدوية المحيطة بها، وانتشر الحويطات من أبناء علوان شمالًا معهم بعض أبناء عمران، وصارت ترعى مواشيهم من إبل وماعز وأغنام في تلك الربوع، وكانت عشيرة الوحيدات قد أصبحت ككيان قَبَلي لا بأس به في هذه الفترة المشار إليها وهم من نسل حسن الوحيدي من أشراف الحجاز أيضًا، وكان الوحيدات هؤلاء يسكنون غرب جبال الشراة، وقد قيل أن