في سنة (١٢٥٦ هـ) تم الاتفاق بين العثمانيين ومحمد علي باشا بأن تعود الأمور في الحجاز إليهم، وكان الشريف محمد بن عون يقيم في مصر فجهزه محمد على باشا إلى الحجاز واليًا لها، فنزل ينبع ثم غزا منها مواطن حرب فضربهم ضربة أليمة.
[والسباعي يعلق مرة أخرى على أوضاع حرب]
ويقول الأستاذ أحمد السباعي مؤرخ مكة في عهدنا:
ما كانوا يستحقونها (الضربة) في نظر التأريخ لو وجدوا فيما سلف من عصورهم من يعلمهم الرشاد ويحسن توجيههم إلى خير الأمور، ولنا أمل أن يصلح التأريخ أغلاطه فيما سلف بهذه المدارس التي بدأت تعطي ثمارها في رابغ والمسيجيد وكثير من القرى، وأن تعد هذه القبائل إعدادًا يفيد البلاد وينفعها (١). انتهى قول السباعي.
قلت: أظن الأستاذ كتب ذلك قبل أزيد من عشرين سنة وقد أعطت اليوم هذه المدارس أكلها فتخرج منها العديد من أبناء حرب فصار منهم قادة برتبة فريق وأساتذة يحملون شهادة الدكتوراه وكتابًا وأطباء، وهذا دليل على أن في قبائلنا المادة الصالحة إذا وجدت العناية والتوجيه.
عبد المطلب يغزو حربًا:
وفي مستهل عام ١٢٦٨ هـ كان والي مكة الشريف عبد المطلب بن غالب وهي ولايته للمرة الثانية، فعصت عليه بعض قبائل حرب فحمل عليها فأطاعته فبنى في ديارهم قلاعًا، وهي: قلعة بدر، وقلعة الحمراء، وقلعة الخيف، وقلعة