للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن اختفاء غفار المبكر شاهد إما على انقراضهم وإما على انعدام التفوق فيهم. ومن المحتمل أنهم هم بنو ضمرة الذين يذكر القضاعي في خططه أن منهم أناسا ببلاد قريش يعني بلاد الأشمونين (١).

وبذلك ننتهي من قبائل كنانة لنواصل الحديث عن قبائل مدركة:

[أسد]

ليس لدينا مطلقا ما يتصل بحضورهم إلى مصر وقت الفتح أبو بعده. وكل ما لدينا هو اسم اثنين من أسد توفيا بمصر في الربع الأول من القرن الثالث (٢). ولسنا نستبعد أن يكونا من بني أسد بن عبد العُزّى الذين مروا في قريش.

[القارة]

اشتهروا بأنهم أمهر العرب جميعا في الرماية (٣). وكانوا حلفاء بني زهرة (٤). وليس لهم ذكر في أخبار الفتح أو ما بعده. ولعلهم لم يذكروا لأنهم لم يكونوا قبيلة قائمة بذاتها، وإنما كانوا حلفاء لغيرهم.

وأول من نقابله منهم بمصر في كل حال هو يعقوب بن عبد الرحمن المحدث (ت ١٨١ هـ)، سكن الإسكندرية وتوفي بها، ولكنه ليس مصريا أصلا (٥). أما إبراهيم بن إسحق قاضي مصر (٢٠٤ - ٢٠٥ هـ) الذي استقال احتجاجا على تدخل والي مصر في عمله (٦)، فيبدو أنه مصري. وربما كان يحيى بن جابر، قاضي رشيد وأحد المحدثين الذين خرجوا منها (٧) دليلا على إقامة بني القارة أو بعضهم في تلك المدينة.

فرغنا الآن من بني مدركة الذين يمثلون القسم الأول من خندف. وننتقل إلى القسم الثاني.


(١) نهاية الأرب ص ٢٦٢.
(٢) Rep.Chro.I.pp.١٤٤،١٥١.
(٣) العقد: ج ٢ ص ٢٢٠.
(٤) النجوم ج ١ ص ٨٧.
(٥) الأنساب ص ٤٣٧ ب.
(٦) القضاة ص ٤٢٧.
(٧) معجم البلدان ج ٤ ص ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>