من عادات العرب مراعاة الجار، والنزيل، ويعدون المولى منهم أي كأحدهم لا أن يعتبر نسبه منهم، ويقولون:"مولى القوم منهم" أي أن له حكمهم في التعامل، ويعبرون عنه بقولهم مثلا: فلان بن فلان الخالدي مولاهم، وفلان بن فلان المخزومى مولاهم.
ولا تعتبر العرب منزلة الحليف في القبيلة منزلة من يتصل نسبه بها من حيث النظرة إليه فيما بينها، فمثلا إذا وجد حليف وحصل بينه وبين أحد أفراد القبيلة سوء تفاهم فإن العطف عليه ليس في مستوى العطف على متصل النسب بالقبيلة من قبل جبل أفرادها، وهذا ما لاحظته عيانا في صباي عندما حصل مشكلة بين حليف لقبيلة وبين أحد أفرادها بالرغم من أن هذه القبيلة لا تقر أن يتعدى أحد من خارجها على هذا الحليف ومن ذلك الوقت وهذه الحادثة لأولئك الجيران تدور بخلدي حتى توصلت إلى قناعة خلاصتها أن الحلف يشبه اللحام، وأنه قد ينفصم في يوم من الأيام، ويعود الحليف أو الحلفاء إلى قبيلتهم الأصلية، ومن ثم فإن الأولى بالحليف أن يصرح بنسبه الحقيقي؛ لأن الشرع يقتضي ذلك منه؛ إذ إن بعض الناس وخاصة العامة إذا تحالف مع قبيلة اعتبر نسبها نسبا له، بأن يدَّعي أبوة جدها الأعلى له، مثال ذلك: من يتحالف مع أي بطن، أو فخذ، أو عشيرة من بنى خالد، أو غيرهم من القبائل الأخرى، ويدَّعي أنه من ذلك البطن، أو من ذلك الفخذ، أو من تلك العشيرة، فينتسب خالديا أو شمَّريا، أو غير ذلك. وثمة انتساب غير الحلف كأن يكون -مثلا- من الجبور أو غيرهم من بطون، أو أفخاذ، أو عشائر بني خالد الأخرى، ويدَّعي أنه من آل حميد، أو غيرهم من بطون، أو أفخاذ، أو عشائر بني خالد الأخرى.
أو يكون ممن لا يعرف نسبه فينتسب لإحدى القبائل، أو لأحد بطونها، أو أفخاذها، أو عشائرها. أو يكون ممن يعرف أن آباءه الأوائل كانوا موالي لإحدى القبائل كبني خالد مثلًا، أو الأزد، أو عُتيبة، فينتسب خالديا أو أزديا أو عُتيبيا، إلا أن يقول: الخالدي