حيو تُماضر وأربعوا صحبي … وقفوا فإن وقوفكم حبي ما إن رأيت ولا سمعت به … كاليوم طالي أنيق جربِ مُتبذلًا تبدو محاسنه … يضع الهناء مواضع النقبِ أخُناس قد هام الفؤاد بكم … وأصابه مس من الحبِ ثم توجه إلى أبيها عمرو بن الشريد وخطبها منه فرفضته الخنساء لكبر سنه وقالَت: أتخطبني هُبلت على دريد … وتطرد سيدًا من آل بدر معاذ الله ينكحني حبركي … يقال أبوه من جُشَم بن بكر ولو أمسيت في جُشَم هديًا … لقد أمسيت في دنس وفقر! وقالت لأبيها: أي أبتِ أتراني تاركة بني عمي من سُلَيْم مثل عوالي الرماح وأتزوج شيخًا؟ فرد عليها دريد قائلًا بعد إعلان رفضها له: وقاكِ الله يا ابنة آل عمرو … من الفتيان أمثالي ونفسي وقالت أنه شيخ كبير … وهل خبرتها أني ابن أمسي! وتزوجت بعدها الخنساء ابن عم لها يسمى رواحة بن عبد العُزَّى فمات عنها، وتزوجها مِرْداس والد عباس بن مرداس زعيم سُلَيْم. قيل أن دريدا مات عن عمر يناهز مائة وثلاثين عاما، وقيل مائة وعشرون وهو دريد بن الصِّمة بن الحارث بن معاوية بن بكر بن عَلْقمة بن خُزَاعة بن غُزيْة بن (جُشَم) بن معاوية بن بكر بن هَوَازِن بن منصور بن عِكْرمة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلان بن مُضر بن نِزار بن مَعد بن عَدْنان.