للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تقابل الفريقان، وقتلوهم (آل مرة) ومن معهم من يام شر قتلة وأبادوهم، وكانوا (المناصير) قد ذبحوا الأطفال والطاعن في السن وزادوا (آل مرة) عليهم بأن لاقروا بطون الحوامل، وغنموا (آل مرة) غنائم كثيرة (١).

وبعد أن انتهت المعركة أدركوا (المناصير) خطورة الوضع، ورأوا أنهم قد بدأوا بأمر غير مألوف وهو ذبح الأطفال والكهول وكذلك رأوا من آل مرة ما زاد على ذلك وهو بقر بطن الحامل، وعلموا أن المعارك والمواجهات سوف لن تنتهي بينهم وبين آل مرة، وإذا كل منهم أخذ في التحدي بعمل مشين تجاه الآخر فإن ذلك ليس في صالحهم، فركبوا للأمير المرضف واعتذروا له عما بدر منهم في قصة المرأة وقتل الأطفال والكهول فقال لهم المرضف: "من بدأ بهذه السنة؟ فعليكم أن تحملوا تبعاتها". فقالوا: "نحن طالبينك من اليوم فما بعده".

[وإلا فعدوني، ذعور القنادي]

حدث بين الفارس المشهور عبد الهادي بن طيثاب المري من فخيذة آل حسناء من آل بحيح وبين جماعته خلاف، ورحل عنهم لفخيذة آل جابر من آل مرة ومكث معهم فترة من الزمن ثم عاد لربعه. وأثناء وجوده مع فخيذة آل جابر حصل على جماعته غزو من إحدى القبائل المعادية لهم ودارت معركة شرسة، وقتل بعض الرجال من كلا الطرفين، وكان النصر حليفًا لجماعة فارسنا عبد الهادي بن طيثاب آل حسناء المري، ووصل الخبر إلى الأمير ابن (دحباش) من آل جابر الدي يقيم عنده الفارس عبد الهادي بن طيثاب وقال الأمير: (لا تخبروا عبد الهادي بالرجال الذين قتلوا في المعركة حتى نصبح) ولكن أثناء كلامهم تصادف قدوم عبد الهادي عليهم وسمع ما يقول الأمير ابن دحباش فطلب من الأمير أن يخبره بالأمر فأخبره بما حصل على جماعته وأنهم انتصروا على القوم المعتدين فقال الفارس ابن طيثاب هذه القصيدة متمنيًا أنه معهم وحاضر المعركة:

القلب هاض وهيّضه يا بن دحباش … أربوعنا اللي فوق قبٍ عيادي

ياليتني معهم على كور مرهاش … بأمات خمس اللي فشقها جدادي (٢)

وإن كان ما قالوا هل الخيل: "سوي آش" … وإلا فعدوني، ذعور القنادي


(١) قلت: لا أعاد اللَّه هذه الأيام مرة أخرى على العرب والمسلمين.
(٢) أمات خمس هي البنادق الألمانية الصنع وسميت هكذا لأنها تحمل خمس طلقات في خزنتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>