للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لخالد يوم على بني جُذيمة بعد الفتح، أوقع بهم في مكان يدعى الغميصاء.

ثم كونت كنانة ممثلة في بني حرام دولة لها بحلي بن يعقوب، وقد تقدم الحديث منها. أما تأريخ قريش من كنانة فقد أصبح تأريخ العرب والمسلمين.

[بقايا كنانة اليوم]

أدرك الإسلام كنانة وقد شاخت، وأصبح بعض فروعها مستقلا منها تمامًا، كقريش مثلا.

وكانت هناك عوامل كثيرة جعلت مقاومة هذه القبيلة للحفاظ على وحدتها مستحيلة، من أهمها:

١ - فتح الإسلام مجالا للاندفاع نحو الأرض الخضراء في مصر والشام والعراق، فهاجرت قبائل من كنانة كبني ضمرة ظلت قرونًا تعرف باسمها في مصر.

٢ - اتساع ديار هذه القبيلة ومجاورتها لقبائل عديدة قوية أصبحت تسدد إلى أطرافها ضربات قوية.

٣ - موقعها المختار: شعرت قبائل السراة وعرضية تهامة أنها فى حاجة إلى الموانئ البحرية التي تجلب منها الأرزاق، ثم وجدت كنانة حاجزًا بينها وبين تلك الموانئ فأخذت تضغط عليها.

٤ - تأثر وضع كنانة خلال قرون طويلة بقوة جيرانها وضعفهم، وكذلك قوة القبيلة نفسها وضعفها.

وكان أهم عاملين في تحزئة كنانة ودخولها في جيرانها هما:

١ - في صدر القرن الثاني للهجرة جاءت قبيلة حرب من اليمن (١) إثر قتال بينها وبين إخوتها قبائل خولان، فكانت قبيلة مطعمة بتلك الحرب تبحث عن وطن جديد، فحطت رحالها في وسط الحجاز حيث قبائل كنانة وخزاعة الشايخة.


(١) انظر تفاصيل ذلك في كتاب الإكليل ج ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>