للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هنا أخذت تبتلع تلك البطون التي الجأها حب الوطن والمال والعشيرة إلى الانضمام إلى القبيلة الوافدة؛ ولذا فإننا نجد قبائل في حرب تحمل أسماء وسمات كنانية لا شك فيها، ومن هنا انمحى اسم كنانة مما بين مرّ الظهران إلى ينبع وكذلك خزاعة، وحلّت محلهما حرب.

٣ - قويت قبائل زهران وبني شهر وبلقرن وعسير وغيرها في عصور قديمة -بعد القرن الرابع إلى القرن الثالث عشر- وظهرت فيها مشيخات وصل بعضها مركزًا يحكم منه بمفرده، فتطلع هؤلاء الشيوخ إلى موانئ البحر ليجعل كل منهم له ميناء يصل إليه مباشرة.

وما كان هذا يحصل إلا بالاستيلاء على أرض كنانية.

فضغطت زهران على كنانة منحدرة مع وادي دوتة فضمت أقسامًا من كنانة تسمى الأحلاف، فوصلت إلى دوقة واتخذتها ميناء تورد منها البضائع إلى المخواة وقلوة، وبقية مدن زهران وغامد.

وضغطت عسير على بني كنانة في أودية يبة وحلي وشفقة فضمت إليها قبائل من كنانة، ووصلت عن طريق وادي شفقة إلى البحر، ثم ضمّت كلا من بني هلال ومنجحة، ووصلت بواسطتهما إلى مينائي البرك والقحمة. وكانت ألمع الأزدية قد انضمت إلى عسير هي الأخرى، فضغطت على ساحل الشقيق، فضمت قبائل من كنانة إليها ووصلت إلى ميناء الشقيق.

وتتمثل لنا كنانة اليوم في العديد من القبائل الممتدة من مكة إلى بيش، بعضها صريح معروف وبعضها تدل عليه دلائل واضحة، وهنا نستعرض هذه القبائل ابتداء من جنوب مكة شارحين أوضاعها وحالتها الاجتماعية، وهي:

١ - بنو شعبة (١) الشمال: هذه القبيلة من قبائل كنانة القديمة، وتقسم بنو شعبة في سكانها إلى: شعبة الشام، وشعبة اليمن، فشعبة الشام تمتد ديارها من وادي الأبيار (٥٥ كيلا جنوب مكة) جنوبًا إلى دوقة شمالا، مع فاصل جغرافي أما شعبة اليمن ففي الدرب وعتود.


(١) ذكر معجم البلدان لياقوت الحموي ج ١ ص ١٦٧ أن شعبة بطن من كنانة من آبارهم بين إدام على طريق اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>