للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الشيخ فياض - رحمه اللَّه (نسابة في العشائر) ويحفظ نسبه في آل حرفوش ويسلسله حتى يصل إلى قبيلة خُزاعة، ولقد ثبت لنا صحة روايته في المراجع القديمة والحديثة.

لم نرغب في التوسع بذكر أخبار إمارة آل حرفوش في لبنان لأن الأخ الأستاذ عبد العزيز حرفوش أحاطنا علمًا بأن مخطوطًا لديه شمل كل أخبارهم وسيعمل على نشره قريبًا، ونحن نشكره جزيل الشكر لتقديمه بعض المصادر لنا بما يخص آل حرفوش.

[خزاعة والحكم التركي]

لم يحل القرن الثاني عشر الهجري حتى كانت الثورات تعم العراق وخاصة لواء الحلة الثائر ضد الحكم التركي الذي أنهك الشعب بالضرائب والتجنيد الإجباري، فقام كثيرون من رؤساء القبائل بالثورة والاحتجاج على هذه المعاملة القاسية، وظهر الشيخ سلمان الخُزاعي ولم يكن جيشه جيشًا قبليًا، بل كان فيه شيء من التنظيم والإدارة، وقد انضم إليه جماعات من شمَّر وحاصر الحلة بقصد الاستيلاء عليها، فقام أهل الحلة ببناء سور حولها وتأهبوا للطوارئ، وأرسل والي بغداد جيشًا إلى الحلة لحمايتها من الشيخ سلمان الخُزاعي فلم يفلح الشيخ سلمان بالاستيلاء عليها (١).

لما أسندت ولاية العراق إلى حسن باشا أخذ على نفسه إخماد الثورات في لواء الحلة، فجعل منها قاعدة عسكرية لمكافحة القبائل الثائرة مثل خُزاعة وآل جشعم من شمَّر، وبهذا الإجراء تمكن من حماية المدينة (٢).

[الكولات (المماليك)]

كانت الحالة في عهد الكولات (المماليك) وهم قوم من الرقيق اشتراهم حسن باشا واتخذهم خاصة وحرسًا يعتمد عليهم في أيام الشدة، وقد اعتنى بتدريبهم العسكري فنبغ منهم في فنون الحرب، وتولى بعضهم إدارة لعدد من المدن العراقية، والأعمال الحكومية الأخرى، وكان أغلبهم من الكرج، فلما كثروا


(١) تاريخ الحلة ١/ ١٢٠.
(٢) تاريخ الحلة ١/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>