كان سبب حلف ثقيف في قريش أن قريشًا، حين كثرتُ رغبت في وَجٍ -وهو وادي الطائف- فقالت لثقيف: نشرككم في الحرم، وأشركونا في وَجٍ. فقالت ثقيف: كيف نشرككم في واد نزله أبونا وحفره بيده في الصخر، لم يحفره بالحديد، وفيه يقول:
فأرميها بِجُلْمُودٍ … وتَرْميني بِجُلْمُودِ
فأفْنيهَا وتُفْنيني … وكلٌّ هالِكٌ مُودِي
وأنتم لم تجعلوا الحَرَم وإنما جعله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقالت قريش: لا تدخلوا حرمنا علينا، ولا ندخل عليكم وَجَّكم، فلما خشوا الحرب، وخشيت ثقيف من قريش وخزاعة وبني بكر بن عبد مناة. حالفت قريشا، ودعت إخوتها من دوس. وقالت قريش لثقيف: نطلب من دوس ما طلبنا منكم من الشركة في الدار. فقالت ثقيف: بل دوس تحالفكم. فركب عبد ياليل بن متعب ومسعود بن عمرو وهما من ثقيف ثم من الأحلاف في نفر، حتى أتوا دوسًا، فقالوا لهم: إن قريشًا طلبت منا أن ندخلهم في وَجٍ، وأن يدخلونا في الحرم، فأبينا ذلك عليهم، ثم خالفناهم، فرغبوا إلى ما عندكم، فأدخلوهم وليدخلوكم، وحالفوهم. فحالفت دَوْس قريشا.
والذين حالفوا في قريش من دوس هم بنو سلامان بن مفرج، وبنو منهب، وبنو مالك، وعامة نُبيش، ولم يحالف سائر دوس (١).
مقتل أبي أزيهر الدَّوسي
كان أبو أزيهر حليفًا لأبي سفيان بن حرب الأموي القرشي، وأخوال أبي سفيان من دوس، وكانا يجلسان معًا في قبة يصلحان بين من حضر إليهما، وقد تزوج أبو أزيهر عاتكة بنت أبي سفيان، وزوج بنته زينب عتبة بن ربيعة، والأخرى الوليد بن المغيرة ولكنه بلغه أنه غليظ على النساء، فأمسكها عنه، وسبب ذلك أنه قال: أنا أشرف أم أبوك؟. فقالت: بل أبي؛ لأنه سيد أهل السراة، والعرب