للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديار المصرية في مرتب بطريق الإِنعام لا علي درك وقدره مئتان وخمسون دينارًا، واستمر مدة ثم من بعده لأولاده إلي تاريخه، ثم لما ولي الأمير المعظم محمد جلبي ناظر أموال الديار المصرية وتوجه للكشف علي عمارة النقب كان عمر بن شاهين من المخصوصين بالتردد إلى بابه بالقاهرة، فاعتنى به وقرر له من الخزائن السلطانية لنفسه وأولاده خمسمائة دينار، إنعامًا أيضًا لا علي درك، فسبب انفراده في هذا التقرير تشوشت خواطر بقية أصحاب الدرك في النقب، لكون أنهم ليس لهم إلا المقرر علي العائد السنوي، وأما ديوان السلطنة فليس لهم درهم واحد وكثر حسدهم ظاهرًا وباطنًا، وهم على ذلك إلى تاريخه (١)، فصار مقبوض الشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود في كل سنة أشرفية صغيرة تسعمائة واثنين وتسعين دينارًا ونصف دينار، منها ما يخص رفاقه عن ثلاثة أرباع درك نقب أيلة (العقبة) من مقرر العائد وباقي ذلك له ولأخيه عبد الدايم ولبقية إخوته وذويه.

قلت: من هذا السياق ومما تقدم في قول الجزيري عن ابن هرماس وتخصيص هذه المبالغ من الدنانير الأشرفية له في أوائل القرن العاشر الهجري من قبل الدولة العثمانية، فهذه المبالغ تعتبر ضخمة جدًا في ذلك العهد، ثم منحه مخصصات سلطانية دون جميع المشايخ من بني عطية -حينئذ- يؤكد أن له مكانة كبيرة عند الدولة العثمانية ومن قبلها دولة المماليك، ويؤكد أيضًا أنه كان له ولعشيرته سيطرة وقوة بأس ونفوذ في طريق الحج.

[بئر ابن هرماس]

تلك البئر قام بحفرها أحد أحفاد الشيخ ابن هرماس المشهور في القرن العاشر الهجري واستمرارية بروز أحفاده في بني عطية حتى القرن الماضي وإلى الآن، والبئر منسوبة إلى الشيخ مطير من آل هرماس الذي عُرف واشتهر باسم جده القديم هرماس، ومُطير -رحمه الله- هو شيخ العقيلات من بني عطية، وقد عاصر مطير


(١) أي حسدهم للشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس ظل فترة طويلة من شيوخ العرب الآخرين في درك الحاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>