للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد كان تحالف باهلة مع بني عامر من أهم الأسباب التي نشأ عنها من قهر العامريين وإذلالهم للقبيلة، ما سبب ضعفها وتفرق فروعها، مما يجد القارئ آثاره فيما اتخذه الفرزدق منفذًا واسعًا للنيل من هذه القبيلة، وما كان صاحب كتاب "الممتع" حسين سمى هذا التحالف بحلف الذل والقهر (١)؛ بمجانفٍ للصواب. إذ القبيلة لا تلجأ إلى التحالف إلا عندما تكون مقهورة - وهي في تلك الحالة تتحمل من حيف المحالف -بكسر اللام- ما يفرضه عليها، ولا شك أن هذا من الأسباب التي دفعت بفروع من القبيلة أن تلتجي بقبائل أخرى بطرق شتى من التقرب كالجوار والمصاهرة وغيرهما، وما أكثر ما تدخل فروع من قبيلة في قبيلة قوية.

من بطون باهلة قديمًا

قد يقال: وما الفائدة من ذكر هذه البطون التي لا يعرف منها أحد في عصرنا الحاضر؟ والجواب أن المشاهير من قد يقتصر في نسبته في كتب المتقدمين على البطن دون ذكر القبيلة، كان يقال: سَحْبَان وائل، فيتوهم متوهم أن سحبان هذا من وائل الفرع الرَّبَعي الذي منه بكر وتغلب وعنز، ولا يدرك أنه منسوب إلى وائل الفرع الباهلي، وقد وقع مثل هذا، ولهذا حَسُن ذكر أشهر الفروع الباهلية.

الأبناء:

جاء في هامش "مختصر جمهرة النسب" ما نصه في فصل ملحق بآخر الكتاب عن ابن الأعرابي في ذكر الأبناء من قبائل، قال: والأبناء يعني من باهلة ولد معن بن مالك ما خلا قتيبة (٢). انتهى. والأصل في هذا ما نقله الحسن الطوسي عن شيوخه: سموا الأبناء لأنهم قبائل صغار، تحالفوا على أخيهم لكثرته، وكل قبيلة كبيرة لها إخوة صغار يقال لهم الأبناء (٣).


(١) "الممتع في صنعة الشعر": ١٥٤ طـ دار الكتب العلمة ببيروت.
(٢) مخطوطة راغب باشا - هامش نسب باهلة الورقة ٦٧.
(٣) أنساب البلبيسي رسم (الأبناء).

<<  <  ج: ص:  >  >>