وكان ممن استشهد في هذه الحرب قاضي فيفاء أحمد بن أسعد بن مهنه -رحمه الله- والذي سبق تعريف موجز عنه في فيفاء والدولة الإدريسية.
[تحرير جبال فيفاء وبني مالك من الاحتلال اليمني]
لقد اندهش الملك عبد العزيز من هذه الأنباء واستغرب كيف يتم ذلك العدوان بينما مفاوضات الصلح مستمرة بين الطرفين.
كانت البرقيات والمفاوضات بين الملك عبد العزيز والإمام يحيى حميد الدين مستمرة وكانت تشتمل في معظمها على طلب الملك عبد العزيز تسليم الأدارسة إلى المملكة وذلك قطعًا للفتن كذلك حل قضية نجران، فكان الإمام يحيى حميد الدين يماطل حتى نفذ صبر الملك عبد العزيز أخيرًا.
وبتاريخ ٦/ ١٢/ ١٣٥٢ هـ أرسل الملك برقية للإمام يحيى مفادها بأن الوضع قد طال واستنكارا لهم لاحتلالهم بعض الجبال السعودية بما فيها جبال فيفاء ومحذرًا إياه بأن الحرب ستقوم في حالة عدم إخلاء الجبال وإخلاء رهائنهم وإبعاد الأدارسة للمكان المتفق عليه بينهم.
ومفاد البرقية يقول:
(لقد بذلت أقصى ما أستطيع لإقرار السلم وإثبات الصداقة بالرغم من تكرار اعتداءاتكم واكتساح جنودكم لبلادنا، وأرسلت الوفود تلو الوفود منذ سبع سنوات حتى أعياني أمركم، واستنفذت سائر الوسائل الممكنة، ولم يبق لنا إلا أن نخبركم بالصراحة التي نراها واجبة علينا أننا توكلنا على الله واستمددناه من حوله وقوته على أداء الواجب الذي يحفظ أمانينا ويؤمن رغبتنا ويصون فرفنا، وأمرنا بالدفاع لإنقاذ بلادنا.
وقد أحببنا إحاطة حضرتكم علمًا بهذا العزم لتكونوا على بينة منه وباب السلم مفتوح إذا أردتموه وليس عندنا غير ما طلبناه في السابق وهو إخلاء الجبال (طبعا منها جبال فيفاء وبني مالك) وإطلاق رهائنهم وترك أمرهم منا إليهم، وتحديد الحدود