وطيور وأزهار، وبساتين واسعة الثمار وكأنها روضة من رياض الجنان، فيها من كل فاكهة زوجان، وأهلها عرب كرام، شمل كرمهم الخاص والعام، لَمْ تلق فيهم غير شجاع عظيم، وجواد كريم، وبها كل غادة أملُود، تفتك بلباتها الأسود، هيفاء رعبوبة رداح، محيَّاها يضيء كالمصباح، كاملة الحسن والأوصاف قد جمعت بين الجمال والعفاف (١).
هذا النص كتب في الثلث الأول من القرن الثاني عشر (١١٣١ هـ) وورد ذكر قرية حائل، وهذا يعني أن اسم حائل متواتر ومعروف قبل كتابة ذلك النص وأنه يذكر بديلا عن اسم القرية السويفلة، وهناك احتمال أن قرية حائل أقدم ذكرا من السويفلة ويدعم هذا الاحتمال استمرار ذكر السويفلة كموقع محدد حتى هذه الأيام، وقد تكون السويفلة جزءًا من قرية حائل فما هو معروف ومتواتر أن الوجود السكني في حائل "القرية" لَمْ يتجاوز ما هو معروف الآن بواسط وحزوي، وهما مزارع محمد السبهان والعتقيق والمسيعيد حاليًا، وذلك فيما بعد منتصف القرن الثاني عشر، وقد حددت هذا التاريخ مستدلا بقدم المباني في بعض الأحياء التي ظلت باقية إلى عهد قريب كما في حي لبدة حيث وجدت تواريخ في بعض الديوانيات مؤرخة بعام (١١٦٨ هـ) في بقايا منزل عثمان بن علي بن مسيعيد جد العثمان من القُوعَة وكذلك في ديوانية عبد العزيز الغضبان التي هي أساسا من أملاك العساف من القُوعَة وكان عليها تاريخ (١١٥٠ هـ)؛ إذ ترجع ملكية تلك المنطقة السالم العساف الراشد القويعي ومن نسله الباقين دخيل الجناخ وأبناؤه.
[من هذا أستخلص ما يأتي]
١ - أن حائل هي التي تواتر ذكرها في موقع السويفلة أو أن السويفلة حي من قرية حائل، حيث إن الشواهد والروايات كلها تجمع أن الوجود الحضري السكاني هو في ذلك الموقع أي على ضفتي وادي الأديرع فيما بين السمراوين ومكان تقارب السمراوين معروف باسم (الخنقة) وقد يعني الاختناق حيث تقيم في ذلك الموقع الضيق عدد من العوائل