للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمرّ البطن يحل محل طيئ القبيلة

لقد اتفق رأي معظم النسابين (١) أن شمَّر بطن من طيئ حلت محلها، فقد ذكر ياقوت الحموي (بنو شمَّر من بني زُهير من قراهم تورن) (قل يعني توارن) وهي قرية في أجأ أحد جبلي طيئ.

وقال القلقشندي في نهاية الأرب: (بنو شمَّر بطن من العرب سكنهم جبلا طيئ أجأ وسلمى بجوار لام).

وذكرهم صاحب تاج العروس أنهم بنو شمَّر بن عبد جُذَيْمة بطن من طيئ وفي الاشتقاق لابن دريد (بنو شمَّر من بني هذمة بن عتاب من طيئ).

وفي المنتخب للمغيري (ص ٨٣) ومن بطون طيئ شمَّر وقد أورد رواية الكلبي حيث قال: شمَّر ورريق بطن من ثُعَل وهما أبناء عبد جُذَيْمة بن زهير بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث بن طيئ).

وقد قال الدكتور الشويعر (٢): وفي العصور المتأخرة عندما تغلب الجذم الكبير لقبيلة طئ (وهو شمَّر) واستحوذ بالمنطقة وهاجرت الأفخاذ الأخرى إلى الشام والعراق وغيرهما تغيرت النسبة إلى جبلي شمَّر بدلا من جبلي طيئ.

مما تقدم يتضح بكل قناعة أن شمَّر بطن من بطون طيئ حلت محلها في المواقع والنفوذ واستاثرت بجبلي طيئ ومن بقي من بطون طيئ انصهر في بوتقة هذه القبيلة الكبيرة التي صار لها شأن في الجبلين بعد أن انحسر نفوذ من سبقها من بطون طيئ مثل بني لام وبطونها، وانتشارهم في قلب نجد وفي جهات أخرى، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:

متى ظهر نفوذ قبيلة شمَّر في الجبلين؟

إن الجواب على هذا السؤال قد أجهد فكر معظم الباحثين الذين اهتموا وبحثوا في تاريخ هذه المنطقة بغية الوصول إلى حقائق تزيل كل لبس أو تصويب ما ورد في بعض الروايات المتباينة وغير المنطقية كالمبنية على استتتاجات ليست في محلها، ولكن لندرة المراجع والغموض المريب الذي أحاط بتأريخ منطقة الجبلين


(١) ياقوت الحموي، المعجم ج ١ ص ٨٨٧، عمر رضا كحالة - معجم القبائل ص ٦١٠ حرف الشين، القلقشندي مخطوط نهاية الأرب الكلبي، القلقشندي - تاج العروس - ابن دريد - الاشتقاق - المغيري - المنتخب ص ٨٣.
(٢) حائل مدينة وتاريخ - د. محمد سعد الشويعر ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>