للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ديار يام]

من أهم الذين اعتنوا بمنازل القباثل في اليمن: لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، وقد ركز قي كتابه (صفة جزيرة العرب) على ذكر كثير من منازل قبائل اليمن ومن جاورها، بل وفي كثير من أصقاع الجزيرة العربية.

وإذا تتبعنا ما ذكره عن يام نجده يذكرها في موضعين متباعدين: أحدهما قرب مأرب، والآخر في نجران وحبونن، فقال في وصف ما حول مأرب: ثم بعد مأرب أودية لطاف إلى الجوف أي متجهًا شمالا؛ مشاربها من شرفات ذي جرة، ومن شرقي مخلاف خولان العالية، ومنها العوهل الأعلى، والعوهل الأسفل وحمص، ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعب يسيمون النعم، إلى أن يقول: ومساقط بلد عذر مطرة وبلد يام وهيلان.

ثم يعلق على ذلك الأستاذ محمد الأكوع محقق الكتاب قائلا: يام: قبيلة من حاشد، ولا وجود لها اليوم في هذا الحيز الجغرافي؛ وإنما يوجد جبلها الذي يدعى جبل يام.

قلت: والذي أراه أن (يام) هذه يام عنس المذحجية لا يام حاشد الهمدانية والهمداني هنا لم ينسبها.

ويقول الهمداني وهو يصف سيل نجران: ويتقدم في شوكان من أعلى وادي نجران فيسقيه وينتهي في الغائط (١)، ثم يعترض بين نجران وتثليث أودية مثل (حبونن) (٢) وغيره (٣)، من بلاد وادعة وبلد يام وزبيد وبلد سنحان وبلد جنب إلخ (٤).


(١) الغائط حيث تنتهي سيول وادي نجران، ويسمى اليوم (القاع).
(٢) يقولون اليوم: حبونا، وحبونة.
(٣) هما حبونن ويدمة، وجميع الأودية الأخرى فروع لهما.
(٤) وادعة، وسنحان وجنب، هي اليوم فروع من قحطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>