للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمودة ومما سجلت كتب التاريخ والمغازي أنها مشحونة في أخبارهم وأشعارهم في فتوح العراق.

[في فتح العراق والمدائن]

ولما دخل المسلمون المدائن الغربية كان دجلة بينهم وبين المدائن الشرقية وبها إيوان كسرى وليس للمسلمين سفن يعبرون عليها فرأى سعد رؤيا خلاصتها أن خيول المسلمين اقتحمت دجلة (١) فعبرت فعزم سعد أن يحقق الرؤيا فندب الناس إلى العبور وقال من يبدأ ويحمي لنا الفراض يعني المواني حتى - يتلاحق به الناس لكي لا يمنعهم الفُرس من العبور فتقدم عاصم بن عمرو ومعه سبعمائة مقاتل واقتحم بهم دجلة فلما رآهم الأعاجم وما صنعوا أخرجوا للجيش الإسلامي مثله فاقتحموا عليهم دجلة فلقوا عاصما وقد دنا من الفراض، فقال عاصم: الرماح الرماح أشرعوا السيوف في العدو وتوخوا العيون فتوخى المسلمون عيونهم فولوا منهزمين فلحقهم المسلمون فقتلوا أكثرهم ومن نجى منهم؛ فَقَد نظره أو نصف نظره من الطعن. ولما رأى سعد أن عاصما قد حمى الفراض أذن لبقية الجيش فاقتحموا النهر ونجوا جميعًا إلا رجلًا نزل عن ظهر فرسه وكاد أن يغرق فثني القعقاع بن عمرو أخو عاصم عنان فرسه إليه وأخذه بيده فأخرجه سالمًا. ولما رأى ذلك الفُرس أتاهم أمر لم يكن في حسابهم أسرعوا هاربين إلى حلوان. ولينصرن الله من ينصره (٢).

[موقفه من حملة الفيلة في القادسية]

وفي موقعة القادسية جهز الفُرس حملة من الفيلة فلما حملت على المسلمين وفرقت كتائبهم فنفرت خيولهم وكانت الفُرس قد قصدت قبيلة بجيلة بسبعة عشر فيلا فنفرت خيل بجيلة وكاد فرسانها يهلكون فاستنجد سعد بن أبي وقاص ببني أسد فدارت عليهم رحى الحرب وحملة الفيلة على ميمنتهم فكانت الخيول تحيد عنها.


(١) دجلة بفتح الدال أو كسرها هو نهر في العراق.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٤٧ - ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>