للجوار أو للجار حقوق وواجبات لا تحصى ولا تعد، وقد وصى الدين الإسلامي على حق الجار، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: والله لا يؤمن (ثلاثًا)، قالوا: خاب وخسر يا رسول الله، قال:"من لا يأمن جاره بوائقه". ومما تشتهر به الأعراب داخل الجزيرة العربية حيث يقول العامة "اشتهرت بنو رشيد (الرشايدة) بحسن الجيرة ومهارة الرماية".
ويقول الشاعر:
قصيرنا محشوم بسلوم اهلنا … مكرمٍ عن كل زلة ومحشوم
نرفى خماله ما نبيِّن زعلنا … ونوع زعلنا بين الاضلاع مكتوم
وضيفٍ نقوم بواجبه من عملنا … حنّا عرب وإلنا قوانين وسلوم
وحنّا إليًا جانا الدخيل ووصلنا … ما نطيع به عاذل ولا نقبل السوم
ندخل وعن جارٍ جرى ما سألنا … لو هو من الادنين والا من القوم
وياما بصولات المعادي فعلنا … تاريخنا يشهد إلى وقتنا اليوم
[٣ - الكرم]
من شيم العرب هذه الصفة الحميدة، وفيهم يقول الشاعر محمد بن سالم العطَّوي من قبيلة بني عطية بنواحي تبوك، عندما كان مجاورًا لبني رشيد نذكر بعض قصيدته:
جينا من الديره عطاشا محيلين … والبدو ما تلحق جاير ظعنها
ساعة نزلنا في ديار الشريفين … عزاز النفوس اللي يذرِّي كننها
صاروا لنا أطيب من بنيخي قريبين … جيران والجيرة عطونا ضمنها
عاشوا على الشدات والعسر واللين … بني رشيد رجال تحمي وطنها
للجار حلوينن وللضد مُرين … وقبيلة يا سعد من كان منها