للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تاريخ نماء بني عطية]

ذكر لي الرواة من بني عطية في المملكة العربية السعودية أن معازًا وأبناءه عطية وعقيل وخميس وأسرتهم نزحوا من ديار ربيعة العدنانية في شرقي نجد في حوالي أوائل القرن الخامس الهجري تقريبًا - وقد قطنوا بنواحي سكاكا والجوف ثم تيماء شمالي نجد بالمملكة العربية السعودية، ثم بعد نماء أمر عشيرة بني عطية (المعازة) في تلك الديار بدأ العطاونة ينتقلون إلى تبوك وغربها حتى خليج العقبة، وهذا بطريقة مرحلية وتدريجيَّة بدأت في القرن السابع الهجري، وقد تغلَّب بنو عطية على تبوك وما صاقبها وما والاها من البلاد وعلى جبال حِسْمي ومعظم ديار جُذام التاريخية وهذا بعد ضعف ونزوح معظم بطون جُذام إلىَ مصر وانكماش الأخرى نحو الشام وبالتالي ضعف آخر بطن في جُذام وهو بني عُقبة والذي بدأ يضمحل بعد القرن العاشر الهجري، وقد هاجر أغلبهم إلى الديار العربية في الشام ومصر ومن بقى في شمالي الحجاز انضم إلى بني عطية والآخرين إلى الحويطات.

ولم يُذكر المعازة (بني عطية) ككيان عشائري إلا في أواخر القرن السابع الهجري أو بعد نهاية الدولة العباسية في بغداد بعد سقوطها في أيدي التتار (المغول) عام ٦٥٦ هـ، وكانت عشائر بنو عطية في القرن الثامن الهجري تجوب البوادي فيما حول تبوك وتكاثروا في غربه حتى بلغوا الساحل الشرقي لخليج العقبة مجاورين لبني عُقبة والمساعيد، ولكن بظهور عشيرة الحويطات في القرن العاشر الهجري نازعوا بني عطية الكثير من المواضع ثم تغلّبوا عليها تدريجيًّا بعد تكاثرهم، وقد صارت العشائر الباقية من بني عُقبة في وسط ديرة الحويطات، وقد صار لبني عطية من شرقي حِسْمى والبدع حتى تبوك وحولها من الأماكن والجبال والوديان.

وَقد انتقل كثير من فصائل بني عطية إلى جنوبي الأردن ومارس بعضهم الزراعة إلى جانب الرعي، وقد استوطن قسم كبير في الكرك والقطرانة وما صاقبها من الديار الأردنية (جنوب بلاد الشام)، وفي القرنين الأخيرين تحالف العطاونة مع عشائر المجالية ضد بني صخر وضد حويطات العلاوين، وقد ساعد هذا التحالف في انتشار عشائر وفصائل بني عطية في شرقي الأردن، وفي سنين الجدب (١) كانت معظم بادية بني عطية في تبوك وما حولها بالمملكة العربية السعودية تتجه صوب الشمال في فصل الصيف إلى بلاد الأردن ثم تعود ثانية بعد حلول فصل الشتاء وهكذا دواليك.


(١) الجدب معناه قلة الأمطار وبالتالي قلة الكلأ والمراعي، ويقال: إن البلاد أجدبت أو أمحلت، وقانا الله من ذلك البلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>