للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تشيع بعض بني كلب لآل البيت رغم تبعيتها لبني أمية]

كان هذا التشيع ظاهرًا فيهم، من ذلك ما ذكره ابن الأثير (١) عن أبي الطيب المتنبي قال: وخرج أبو الطيب إلى كلب (بطن من قُضاعة) وأقام فيهم وادعى أنه علوي، ثم ادعى النبوة في بادية السماوة وتبعه منهم خلق كثير. ومما يدل على تشيع كلب أيضًا ما أورده ابن الأثير (٢) في ذكر مقتل الحسين - رضي الله عنه قال:

ثم رمى الناس، وبرز يسار مولى زياد، وسالم مولى عبيد الله، وطلبا البراز فخرج إليهما عبد الله بن عمير الكلبي، وكان قد أتى الحسين من الكوفة، وسارت معه امرأته - فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مطهر أو يزيد بن خضير، وكان يسار أمام سالم، فقال له الكلبي: يا ابن الزانية أو بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ولا يخرج إليك أحد إلا وهو خير منك، ثم حمل عليه فضربه بسيفه حتى برد، فاشتغل به يضربه فحمل عليه سالم فلم يأبه له حتى غشيه فضربه، فاتقاه الكلبي بيده فأطار أصابع كفه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله، وأخذت امرأته عمودًا، وكانت تسمى (أم وهب)، وأقبلت نحو زوجها الكلبي وهي تقول:

(فداك أبي وأمي قابل دون الطيبين ذرية محمد - صلى الله عليه وسلم -) فردها زوجها دون النساء، وامتنعت وقالت: لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين - رضي الله عنه فقال: جُزيتم من أهل بيت النبوة خيرًا، ارجعي رحمك الله، ليس الجهاد إلى النساء، فرجعت طائعة. . . فقُتل الكلبي بعد ما قتل رجلين بعد الرجلين الأولين من جيش عبيد الله بن زياد الأموي، وقد قاتل قتالًا


(١) الكامل في التاريخ ج - ٧ ص ٢٩١.
(٢) الكامل في التاريخ ج - ٣ ص ٤٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>