للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باهلة مع بعض القبائل العدنانية]

[مع قبائل ربيعة]

ومعروف ما كان قديمًا بين المُضَريينَ والرَّبعَيِّين عن إحن وحروب، استمرت إلى ما بعد ظهور الإسلام، ممثلة فيما جرى بين بني تميم وبني بكر وائل، في يومي النَّبَاجِ وثَيْل (قرية العليا) و (قرية السفلى) في شرق الجزيرة.

ولكن مما يثير الدهشة والاستغراب ما جرى بين قبيلة باهلة وبين بعض قبائل ربيعة بعد أن انتقلت إلى شرق الجزيرة، فأصبحت بلادها بعيدة عن بلاد باهلة، فكانت هذه القبيلة تغير على الربعيين، وتحدث فيهم عن النكايات ما يقف الباحث أمامه حائرًا، كيف يتصور أن تلك القبيلة القليلة العدد تحدث منها تلك الأفعال كأسر النَّوار بنت عمرو بن كلثوم الفاتك المشهور الذي كانت قبيلته تعد من أشد الناس في الجاهلية ويقول عنها أحدهم: لو أبطأ الإسلام قليلا لأكلت بنو تغلب الناس (١).

ويتبجح عَمْرو من قصيدته المشهورة فيقول:

ألا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا … فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

ويقول:

وَأَنَّا المُنْعِمُوْنَ إِذَا قَدِرْنَا … وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا أُتِيْنَا

[باهلة وتغلب]

لعل من المناسب إضفاء القول بما كان يتمتع به عمرو بن كلثوم بن معاصريه من شجاعة وإقدام، بحيث حيكت حوله قصص أشبه بالأساطير ومنها فتكه بعمرو ابن المنذر بن ماء السماء اللخمي صاحب الحيرة على ما ذكر الرواة (٢).


(١) "شرح القصائد السبع الطوال" لابن الأنباري: ٣٦٩.
(٢) "الكامل" لابن الأثير ١/ ٥٤٨ ط دار صادر بيروت سنة ١٣٨٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>